من نحن | اتصل بنا | الجمعة 02 مايو 2025 06:18 مساءً
منذ 22 ساعه و 52 دقيقه
  حصل الباحث اليمني صلاح المفتي على برآه اختراع في المجال الكهربائي من جمهورية الهند. ويتضمن الاختراع الذي يضم الدكتور الهندي وجويد رضوي من قسم دراسات البترول في جامعة عليكرة؛ على صفيحة ثنائية القطب موصلة للكهرباء تُستخدم في خلايا وقود الهيدروجين PEM وأجهزة التحليل
منذ يوم و 17 ساعه و 44 دقيقه
تفقد قائد محور طور الباحة، قائد اللواء الرابع مشاه جبلي، اللواء الركن أبوبكر الجبولي، صباح اليوم، سير التدريب النوعي لقوات الأمن الخاصة تعز، تخصص صاعقة، الجاري تنفيذها في مركز الكمب التدريبي بالمحور ضمن جهود التنسيق والتعاون الأمني والعسكري المشترك.وكان في استقبال قائد
منذ يومان و 15 ساعه و 46 دقيقه
ردت سوريا كتابيا على قائمة شروط أمريكية لرفع جزئي محتمل للعقوبات قائلة إنها نفذت معظمها لكن شروطا أخرى تتطلب "تفاهمات متبادلة" مع واشنطن، وذلك وفقا لنسخة من الرسالة اطلعت عليها رويترز.وفي الشهر الماضي، سلمت الولايات المتحدة سوريا قائمة تتضمن ثمانية شروط تريد من دمشق
منذ يومان و 18 ساعه و 23 دقيقه
  التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي، بقيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية برئاسة رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وذلك للتشاور حول تطورات الأوضاع المحلية، وتعزيز التنسيق المشترك تجاه المتغيرات الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز
منذ 3 ايام و ساعه و 42 دقيقه
استقبل سيادة الدكتور عبدالله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليوم الثلاثاء ، رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لدى اليمن جبرائيل مونيرا فيناليس، وسفيري الجمهورية الفرنسية كاثرين قرم كمون، وجمهورية المانيا الاتحادية هوبرت ياغر.   وتطرق اللقاء الى العلاقات الثنائية
عقد من التحرير ولا تزال عدن تشكو
كيف استقبل أبناء عدن قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية؟
محمية الحسوة في عدن.. من حديقة خلابة إلى مكب للنفايات ووكر للجريمة
2021 الحصاد المُر في عدن.. عام بلون الدّم وطعم الحنظل
مقالات
 
 
الأربعاء 23 أكتوبر 2013 03:53 مساءً

رسالة إلى شيعي شاب.

مروان الغفوري

قرأنا معاً حديث " من كنت مولاه فعلي مولاه". تعرف أن علماء السنة، كالشيعة، يؤكدون صحة الحديث. لقد ورطك الطرفان، تركوك أمام نص لا يصلح لأي زمان، ولا يمكن تحويله لنظرية. ستجد نظائر لهذا النص في الموروث اليهودي، والساساني، ومورثات حضارات أخرى قديمة. نصوص تعيش في الماضي، وتموت فيه.

 

وأنت في طريقك إلى سيدني، واحدة من أكثر مدن العالم حضارة وديموقراطية، ستفكر بالحديث، حديث الغدير.

 

تشعر بالإرتباك لمجرد أنك تخيلت نفسك كاتباً معروفاً، تكتب افتتاحية صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد". في الافتتاحية، بمناسبة هذا اليوم، قلت لسكان مدينة سيدني إنك تحب أستراليا كثيرا، وأن دينك الإسلامي دين عبقري شديد الذكاء جاء ليحل مشاكل العالم، بما في ذلك أستراليا.

 

ثم صارحتهم أبعد من ذلك: لقد خلق الله رجلاً اسمه علي ليكون رئيس العالم. لكنه مات. لكن قراراً اتخذه الإله بوجوب إسناد الكوكب لذريته. قلت لهم: ما إن يصبح الاسلام سائداً في هذه المدينة حتى يكون عليها أن تبحث عن أحفاد علي. ستبقى أستراليا بعيدة عن الله ما لم يكن علياً رئيساً للوزراء، أو الملك.

 

أفهم أنك تشعر بالانقباض، حتى إنك أمام هذه الورطة الكهنوتية القروسطية فكرت فيما إذا كان الدين، بمجمله، صحيحاً..

 

الأمر لا يتعلق بطائفتك الشيعية بل بالدين الإسلامي، العربي المنشأ. كما لا يتعلق الموضوع الخطر بصحة الحديث من عدمه. قال الألباني أن هذا الحديث صحيح، لكنه غض الطرف عنه. أما طائفتك فقالت: إن هذا الحديث جزء جوهري من العقيدة.

 

عندما تتجول في سيدني ستفهم أموراً مثيرة عن المجتمع العلمي، المجتمع الرياضي، عن النظام الصحي. قبل أشهر كانت هناك انتخابات، من المؤكد أنك لاحظت ملامح البوست ديموكراسي، ما بعد الديموقراطية، في البلدة. كانت برامج المرشحين تتحدث فيما بعد التفاصيل: عن الانبعاث الحراري، عن المثلية، الحيوانات النادرة، وحضانات حديثي الولادة. في استراليا هذه هي القضايا المهمة، التي تثير جدلاً. طابع ما بعد حداثي سائل. كيف ستبيع علياً هنالك، يا صديقي؟

 

كان الاستراليون يتحدثون عن الأمور الشبيهة ب "علي مولاه" عندما كانوا لا يزالون في الجزر البريطانية قبل 500 عاماً. أنت لا يمكنك أن تعرض حلاً إلهياً لمشاكل سيدني إذا كانت سيدني لا تعاني من مشاكل عظيمة. بهذه الطريقة ستعرض الإسلام بوصفه نظرية سياسية إثنية، ومشروعاً سياسياً احتكارياً، يعد الناس برضا الرب مقابل خضوعهم لسلالة جينية من البشر. العالم المتحضر لديه حساسية عميقة تجاه هذا اللون من التفكير البيولوجي النازي. هكذا جرت حروب القرن الماضي، كانت أستراليا جزء منها، تحديداً في حرب البحار على المحيط الهادئ فقد انتصرت على أشهر سفنهم العسكرية "إيمدن"، على مقربة من الهند.

 

ستضطر لكتابة مقال آخر تقول فيه لسكان سيدني: لقد فهمتموني خطأ، فأنا لا أدعو سوى لديموقراطية تحت وصاية ورعاية أحد أبناء علي. سيكون المجتمع حراً، منفتحاً، وستكون هناك مجالس تشريعية.كل هذا سيكون مرتبطا ب، ناشئاً عن، تصور آل بيت علي.

 

سيفهم رئيس التحرير اللاديني أنك تدعوه لتقديم سلسلة ولاء: لله، للنبي، لعلي، لسلالة علي اللانهائية.

سبقول: يا إلهي، هذا دين متعدد الآلهة، لا يقبل سوى الخضوع الأبدي للمعسكر برمته، من الله حتى صالح هبرة.

 

في نقاشك المتواصل على الهيرالد ستقول لهم إن إيمان الفرد بوجود الله ليس كافياً، وأن اعتقاد الرجل بأن محمداً نبي لا يعني اكتمال الإيمان.

 

ستجد صعوبة، من المؤكد أنك تخيلتها، في عالم ما بعد الحداثة، عالم أبل وأمازون وأندرويد وبي أم دبليو، في بيع الإمام علي. هذا المنتج التاريخي يفضل العالم المتحضر رؤيته في السينما، والمتاحف. سيفضلون عملاً مسرحياً جيداً بالمعنى الفني يصور لحظة الغدير. لكن يوم الغدير سرعان ما سيعيد للعالم المتحضر يوماً كئيباً من أعوام 1933 عندما وصل هتلر إلى السلطة.

 

ستكتب مقالة غاضبة: كيف تسمحون لأنفسكم بمقارنة علي بهتلر. لكن شاباً مثقفاً سيسخر منك في عموده اليومي في نفس الصحيفة: أي فكرة سياسية لا تقوم على الميريتوكراسي، الكفاءة والجدارة والابتكار، بل تستند على العرق والجينات هي فكرة نازوية لا يمكن دمجها في المجتمع الحديث. سيستمر الشاب في شرح فكرته: ليس لأن المجتمع الحديث سيرفضها، بل لأن ميكانزم تكوين العالم المعاصر، من الثقافة إلى التكنولوجيا، لا تتماشى مع الأفكار العرقية، تحديداً ذات الطبيعة الميتافيزقية.

 

لكي تدمج فكرة "الولاية" في أستراليا لا بد من تعطيل كل أنظمة أستراليا، وخلق نظام جديد سابق للحضارة الراهنة. أي عليك أن تعيد أستراليا إلى صورة شبيهة بصعدة الآن أو البصرة. هذا المشروع سيواجه حرباً دفاعية على كل المستويات.

 

أنت الآن تستنتج معي أمراً مدوياً:

الاسلام لا يصلح لأستراليا.

أو: استراليا ترفض الاسلام.

 

في الواقع، أنت تهرب من الاستنتاج الصحيح: هذه النسخة من الإسلام، أو فلسفة الاسلام، تتعارض مع فكرة أكثر مركزية وهي "عالمية الدين". سيحافظ الاسلام على طبيعته العالمية بتخليه أكثر وأكثر عن القيم والفلسفات التي تكبح عالميته، وتحوله إلى مشيخة صغيرة على تل.

 

كما قلت لك في البداية، الأمر لا يتعلق بصحة رواية الحديث من عدمه. يتعلق بفلسفة الدين الكلية: هل يريد الدين من العالم السلام والاستقرار والعدالة، أم أمراً آخر. هل جاء الإسلام ليحل مشاكل العالم أم ليعقدها، ليقدم للعالم تظرياته في العدل والسلام أم جاء منحازاً لسلالة بعينها يقول إن لها الحق في الحكم.

 

تعرف، سيحدث التالي: سيطلب علماء أستراليا عينات من خلاياك لدراستها. سيدرسون الجينوم البشري الخاص بك، بما إنك من سلالة النبي، وسيكتشفون أنه لا يختلف عن الآخرين. سيجرون لك امتحان آي كيو وستكون درجاتك ما بين 110- 129. ستقول التحاليل الآلية: يوجد حوالي ثلاثة مليون استرالي حققوا درجة أفضل.

 

ستنشر الجريدة، سيدني مورننيغ هيرالد، نتيجة الفحص والامتحان وسيصعب عليك بعد ذلك إقناع سكان سيدني بفرضية تقول: إنهم لكي يكونوا في وضع أفضل فإن عليهم أن ينصبوك ملكاً.

 

ستكتب مقالتك الأخيرة الأشد غضباً: الأمور الدينية لا تقاس بالبيولوجيا والجينوم أيها الأغبياء.

 

ستكتب الصحيفة تنويها أسفل مقالك:

يرجى تذكر أن فلسفة الرجل كلها تقوم على أساس الاصطفاء والاستثناء البيولوجي.

 

سيضحك سكان سيدني في تلك الليلة كما لم يضحكوا من قبل.

 

ولن يدخل الاسلام أستراليا بعد ذلك.

فأنت اشترطته بتنصيبك حاكماً، وجعلت حيازتك للسلطة الأبدية، باعتبارك من سلالة علي، جوهر هذه العقيدة التي تحدث الناس عنها.

 

قلت لك: لا يهم ما إذا كانت رواية الحديث صحيحة أم لا. ستأتي إلي، أنا صديقك الغفوري. سأصطحبك إلى يثرب. سنلتقي الرسول. ستشرح له ما حدث لك في أستراليا.

 

ولأنك مرتبك، وحزين، فسأتدخل أنا وأقول للرسول:

 

سيدي الرسول الكريم، لقد قال لهم إنه لا معنى لإيمانهم ما لم ينصبوه حاكماً. خطب فيهم عشرات الخطب عن هذا الأمر، قال إنها ليست خطبه بل وصاياك. سألوه عما إذا كان ممكناً أن يؤمنوا بالله ويستكملوا حضارتهم القائمة على التنوع والابداع والديموقراطية، قال إن الأمر برمته يتعلق بحديث الغدير لا بالحضارة البشرية.

 

وسيكون يوماً من أسوأ أيام حياتك.

قرأنا معاً حديث " من كنت مولاه فعلي مولاه". تعرف أن علماء السنة، كالشيعة، يؤكدون صحة الحديث. لقد ورطك الطرفان، تركوك أمام نص لا يصلح لأي زمان، ولا يمكن تحويله لنظرية. ستجد نظائر لهذا النص في الموروث اليهودي، والساساني، ومورثات حضارات أخرى قديمة. نصوص تعيش في الماضي، وتموت فيه.

وأنت في طريقك إلى سيدني، واحدة من أكثر مدن العالم حضارة وديموقراطية، ستفكر بالحديث، حديث الغدير.

تشعر بالإرتباك لمجرد أنك تخيلت نفسك كاتباً معروفاً، تكتب افتتاحية صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد". في الافتتاحية، بمناسبة هذا اليوم، قلت لسكان مدينة سيدني إنك تحب أستراليا كثيرا، وأن دينك الإسلامي دين عبقري شديد الذكاء جاء ليحل مشاكل العالم، بما في ذلك أستراليا.

ثم صارحتهم أبعد من ذلك: لقد خلق الله رجلاً اسمه علي ليكون رئيس العالم. لكنه مات. لكن قراراً اتخذه الإله بوجوب إسناد الكوكب لذريته. قلت لهم: ما إن يصبح الاسلام سائداً في هذه المدينة حتى يكون عليها أن تبحث عن أحفاد علي. ستبقى أستراليا بعيدة عن الله ما لم يكن علياً رئيساً للوزراء، أو الملك.

أفهم أنك تشعر بالانقباض، حتى إنك أمام هذه الورطة الكهنوتية القروسطية فكرت فيما إذا كان الدين، بمجمله، صحيحاً..

الأمر لا يتعلق بطائفتك الشيعية بل بالدين الإسلامي، العربي المنشأ. كما لا يتعلق الموضوع الخطر بصحة الحديث من عدمه. قال الألباني أن هذا الحديث صحيح، لكنه غض الطرف عنه. أما طائفتك فقالت: إن هذا الحديث جزء جوهري من العقيدة.

عندما تتجول في سيدني ستفهم أموراً مثيرة عن المجتمع العلمي، المجتمع الرياضي، عن النظام الصحي. قبل أشهر كانت هناك انتخابات، من المؤكد أنك لاحظت ملامح البوست ديموكراسي، ما بعد الديموقراطية، في البلدة. كانت برامج المرشحين تتحدث فيما بعد التفاصيل: عن الانبعاث الحراري، عن المثلية، الحيوانات النادرة، وحضانات حديثي الولادة. في استراليا هذه هي القضايا المهمة، التي تثير جدلاً. طابع ما بعد حداثي سائل. كيف ستبيع علياً هنالك، يا صديقي؟

كان الاستراليون يتحدثون عن الأمور الشبيهة ب "علي مولاه" عندما كانوا لا يزالون في الجزر البريطانية قبل 500 عاماً. أنت لا يمكنك أن تعرض حلاً إلهياً لمشاكل سيدني إذا كانت سيدني لا تعاني من مشاكل عظيمة. بهذه الطريقة ستعرض الإسلام بوصفه نظرية سياسية إثنية، ومشروعاً سياسياً احتكارياً، يعد الناس برضا الرب مقابل خضوعهم لسلالة جينية من البشر. العالم المتحضر لديه حساسية عميقة تجاه هذا اللون من التفكير البيولوجي النازي. هكذا جرت حروب القرن الماضي، كانت أستراليا جزء منها، تحديداً في حرب البحار على المحيط الهادئ فقد انتصرت على أشهر سفنهم العسكرية "إيمدن"، على مقربة من الهند.

ستضطر لكتابة مقال آخر تقول فيه لسكان سيدني: لقد فهمتموني خطأ، فأنا لا أدعو سوى لديموقراطية تحت وصاية ورعاية أحد أبناء علي. سيكون المجتمع حراً، منفتحاً، وستكون هناك مجالس تشريعية.كل هذا سيكون مرتبطا ب، ناشئاً عن، تصور آل بيت علي.

سيفهم رئيس التحرير اللاديني أنك تدعوه لتقديم سلسلة ولاء: لله، للنبي، لعلي، لسلالة علي اللانهائية.
سبقول: يا إلهي، هذا دين متعدد الآلهة، لا يقبل سوى الخضوع الأبدي للمعسكر برمته، من الله حتى صالح هبرة.

في نقاشك المتواصل على الهيرالد ستقول لهم إن إيمان الفرد بوجود الله ليس كافياً، وأن اعتقاد الرجل بأن محمداً نبي لا يعني اكتمال الإيمان.

ستجد صعوبة، من المؤكد أنك تخيلتها، في عالم ما بعد الحداثة، عالم أبل وأمازون وأندرويد وبي أم دبليو، في بيع الإمام علي. هذا المنتج التاريخي يفضل العالم المتحضر رؤيته في السينما، والمتاحف. سيفضلون عملاً مسرحياً جيداً بالمعنى الفني يصور لحظة الغدير. لكن يوم الغدير سرعان ما سيعيد للعالم المتحضر يوماً كئيباً من أعوام 1933 عندما وصل هتلر إلى السلطة.

ستكتب مقالة غاضبة: كيف تسمحون لأنفسكم بمقارنة علي بهتلر. لكن شاباً مثقفاً سيسخر منك في عموده اليومي في نفس الصحيفة: أي فكرة سياسية لا تقوم على الميريتوكراسي، الكفاءة والجدارة والابتكار، بل تستند على العرق والجينات هي فكرة نازوية لا يمكن دمجها في المجتمع الحديث. سيستمر الشاب في شرح فكرته: ليس لأن المجتمع الحديث سيرفضها، بل لأن ميكانزم تكوين العالم المعاصر، من الثقافة إلى التكنولوجيا، لا تتماشى مع الأفكار العرقية، تحديداً ذات الطبيعة الميتافيزقية.

لكي تدمج فكرة "الولاية" في أستراليا لا بد من تعطيل كل أنظمة أستراليا، وخلق نظام جديد سابق للحضارة الراهنة. أي عليك أن تعيد أستراليا إلى صورة شبيهة بصعدة الآن أو البصرة. هذا المشروع سيواجه حرباً دفاعية على كل المستويات.

أنت الآن تستنتج معي أمراً مدوياً:
الاسلام لا يصلح لأستراليا.
أو: استراليا ترفض الاسلام.

في الواقع، أنت تهرب من الاستنتاج الصحيح: هذه النسخة من الإسلام، أو فلسفة الاسلام، تتعارض مع فكرة أكثر مركزية وهي "عالمية الدين". سيحافظ الاسلام على طبيعته العالمية بتخليه أكثر وأكثر عن القيم والفلسفات التي تكبح عالميته، وتحوله إلى مشيخة صغيرة على تل.

كما قلت لك في البداية، الأمر لا يتعلق بصحة رواية الحديث من عدمه. يتعلق بفلسفة الدين الكلية: هل يريد الدين من العالم السلام والاستقرار والعدالة، أم أمراً آخر. هل جاء الإسلام ليحل مشاكل العالم أم ليعقدها، ليقدم للعالم تظرياته في العدل والسلام أم جاء منحازاً لسلالة بعينها يقول إن لها الحق في الحكم.

تعرف، سيحدث التالي: سيطلب علماء أستراليا عينات من خلاياك لدراستها. سيدرسون الجينوم البشري الخاص بك، بما إنك من سلالة النبي، وسيكتشفون أنه لا يختلف عن الآخرين. سيجرون لك امتحان آي كيو وستكون درجاتك ما بين 110- 129. ستقول التحاليل الآلية: يوجد حوالي ثلاثة مليون استرالي حققوا درجة أفضل.

ستنشر الجريدة، سيدني مورننيغ هيرالد، نتيجة الفحص والامتحان وسيصعب عليك بعد ذلك إقناع سكان سيدني بفرضية تقول: إنهم لكي يكونوا في وضع أفضل فإن عليهم أن ينصبوك ملكاً.

ستكتب مقالتك الأخيرة الأشد غضباً: الأمور الدينية لا تقاس بالبيولوجيا والجينوم أيها الأغبياء.

ستكتب الصحيفة تنويها أسفل مقالك:
يرجى تذكر أن فلسفة الرجل كلها تقوم على أساس الاصطفاء والاستثناء البيولوجي.

سيضحك سكان سيدني في تلك الليلة كما لم يضحكوا من قبل.

ولن يدخل الاسلام أستراليا بعد ذلك.
فأنت اشترطته بتنصيبك حاكماً، وجعلت حيازتك للسلطة الأبدية، باعتبارك من سلالة علي، جوهر هذه العقيدة التي تحدث الناس عنها.

قلت لك: لا يهم ما إذا كانت رواية الحديث صحيحة أم لا. ستأتي إلي، أنا صديقك الغفوري. سأصطحبك إلى يثرب. سنلتقي الرسول. ستشرح له ما حدث لك في أستراليا.

ولأنك مرتبك، وحزين، فسأتدخل أنا وأقول للرسول:

سيدي الرسول الكريم، لقد قال لهم إنه لا معنى لإيمانهم ما لم ينصبوه حاكماً. خطب فيهم عشرات الخطب عن هذا الأمر، قال إنها ليست خطبه بل وصاياك. سألوه عما إذا كان ممكناً أن يؤمنوا بالله ويستكملوا حضارتهم القائمة على التنوع والابداع والديموقراطية، قال إن الأمر برمته يتعلق بحديث الغدير لا بالحضارة البشرية.

وسيكون يوماً من أسوأ أيام حياتك.
تعليقات القراء
10693
الله.. ما أجمل هذا المقال | محمد ماجد
الأربعاء 23 أكتوبر 2013
هذا المقال من اجمل ما قرأت عن ولاية أمير المؤمنين علي. والذي اعجبني في الموضوع انه لم يجعل المسأله خلاف بين الشيعة والسنة، ولا تعصبا لهذا المذهب أو ذاك وانما نقاشا منطقيا حول فكرية الولاية لعلي بن ابي طالب وذريته وعدم ملائمتها للعصر وللعدالة الانسانية أو العدالة الآلهية.

10693
هم ابناء الله | عبدالسميع
الأحد 27 أكتوبر 2013
اصبت ورب الكعبة ولكن جماعة الحوثي لن تنشر المقالات ولن تجري الفحوصات بل ستفتحها بحد السيف واصوات الصورايخ وستقتنع كل استراليا بان ابن الله احق بالحكم من الاخرين فبيده الحياه والموت .


شاركنا بتعليقك

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها







الأكثر قراءة
مقالات الرأي
الزندقة مصطلح دخل حياتنا وكنا بعيدين عن الزندقة ،لكن في الفترة الاخيرة تدفقت الزندقة وامتلأت بها حواري
    بعد (عقد) على اختيار #عدن عاصمة لليمن، ابان انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة، والسيطرة على #صنعاء،
من الجرائم التي ارتكبها ثوار الجبهة القومية عند سقوط المكلاء بأيديهم انهم دمروا نظام دوله إداري ومالي كان من
تخوين هذا والطعن في ذاك، لمز هذا وشتم ذاك، التشكيك في عمرو ومن حوله من رجالات حضرموت وإرتباطاتهم بالحوثي
وحضرموت اليوم تمر من فوق هذه القنطرة التي هي أشبه بالسراط المستقيم المنصوب على متن لحظة الزمن الفارقة، إما أن
ذكرى تحرير عدن، تأريخ يحصي أنفاس المقاومة، وبطولات الشباب، ومعارك الزحف لتحرير احياء عدن من المليشيا
ال 8 من مارس هو عيد المرأة العالمي، نحتفي فيه بالمرأة ونقدر إسهاماتها في مختلف ميادين الحياة. وفي هذا اليوم،
في قلب كل وطن روح تسكنه، هوية تنبض في شرايينه، وتاريخ يحدد ملامحه، اليمن ليس استثناءً، فقد ظل عبر القرون
‏عندما قامت ثورة 11فبراير الشبابية الشعبية تحددت مطالبها في اقامة دولة المؤسسات بعد سيادة حكم الفرد
انتهت المواجهة والقتال، لكن لم تنتهِ الحرب بعد، لكن ستشهد غزة حربا أخرى في مجالات أخرى، ربما تعود المواجهة،
اتبعنا على فيسبوك