عن القاعدة والجنوب

يضل الحديث عن نشاط جماعة انصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة ومقوماته في مناطق جنوبية مبهما إلى حد كبير
وباستثناء ضعف وجود الدولة على اﻷرض والذي يقل في نسبته في مناطق الجنوب عن مثيلاتها في الشمال كسبب رئيسي لهذا النشاط، فإنه لا توجد أسباب موضوعية أخرى لهذا التواجد مالم تكن أسباب سياسية.


وبقراءة بسيطة لأقوى عمليات التنظيم وأكثرها تأثيرا على مؤسسات الدولة وخصوصا الجيش واﻷمن تتظح الرؤية ويمكن من خلالها قراءة قادم الهجمات.


في 30 من سبتمبر الماضي قام تنظيم القاعدة بتنفيذ أولى هذه العمليات باستهداف معسكر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا والتي كانت تعرف قبل قرار هيكلة الجيش (المنطقة الشرقية)، لم تستهدف إلا حينما أصبحت قيادتها جنوبية.


وفي ذات الشهر تم أستهداف اللواء 111 المرابط في أحور ومن بين كل اﻷلوية المرابطة في أبين لأن قيادته جنوبية.
في منطقة جول بامعبد محافظة شبوة تم استهداف معسكر قيادته جنوبية بمجموعة من المسلحين وسيارة مفخخة محملة بطن من المتفجرات.


في الخامس من ديسمبر تم استهداف مجمع الدفاع في العرضي(ديوان وزارة الدفاع) حيث أن القيادة جنوبية.
وبعد استهداف وزارة الدفاع بيوم تم استهداف إدارة اﻷمن العام في عدن وقيادتها جنوبية.


وبالرغم من كون أسباب ونوعية حادث استهداف السجن المركزي مختلفة عن باقي العمليات إلا أن رئيس مصلحة السجون حينها كان جنوبيا.


استهداف المنطقة العسكرية الرابعة عدن أو المنطقة الجنوبية سابقا، قيادتها جنوبية.


ومن بين كل الهجمات النوعية التي استهدفت معسكرات مركزية سواء في الجنوب أو الشمال، وهدف من خلالها المنفذون إلى السيطرة وكسر هيبة قيادة تلك المعسكرات وأثبات ضعفهم أو عدم كفائتهم لم نجد قيادة عسكرية شمالية واحدة.


وإذا دل هذا على شي فهو أما أن القيادات الجنوبية كانو اﻷكثر كفاءة وجدية في حرب تلك الجماعة وهو ما تستشعره الجماعة.


والرأي اﻵخر يذهب إلى أن هذه العمليات إنما تستهدف شخص الرئيس من خلال ضرب رجالاته في الجيش الذين جاءوا بعد قرارات هيكلة الجيش وتولي هادي لمنصب رئيس الجمهورية وهذا على مايبدو أنه هدف سياسي ولا شأن له باﻹرهاب بل بقوى سياسية لازالت تتلاعب بورقة القاعدة حتى بعد مغادرتها للحكم في صنعاء.


أم أنه فعلا استهداف للجنوب كما يقول نشطاء الحراك الجنوبي؛ واﻷمر لا يخرج عن هذه الخيارات.


وبالتالي فقادم هجمات القاعدة كما يقال لن تخرج عن استهداف معسكرات هامة للجيش قد تكون في الشمال أو الجنوب المهم أن قيادتها جنوبية وهذه الخيارات محدودة جدا أمام المراقبين.