لماذا يخافون اسمه؟!
اعتاد صالح في خطاباته، وخاصة بعد أن تكون اللقاء المشترك وابتعد الإصلاح عن مجاله على الإشارة إلى الحزب بالإخ.وان المسلمين، ويضيف للتوضيح الغير بريء أو ما يسمى بحزب الإصلاح. معا التشديد على كلمة الإصلاح وحركة شبه دائرية من كتفه الأيمن.
الح..وثيين من بعده لا يمكن أن ينطقوا إسم الحزب دون سوابق. مرتزقة حزب الإصلاح، دواع..ش حزب الإصلاح، التكفيريين، المنافقين...إلخ. راجع كل مواقعهم وقنواتهم وصحفهم لن تجد إسم الحزب خالٍ من السوابق أو اللواحق.
حتى الإنتقالي والذي من المفترض أن يكون أحد مكونات الشرعية بجانب الإصلاح لا ينعت الحزب إلا بجماعة الإخوان المسلمين..
الملاحظ أن هؤلاء الثلاثة الأطراف:
جنرال اختطف الدولة لأكثر من ٣ عقود ثم سلمها لمليشات مسلحة،
مليشيا انقلابية كهنوتية تؤمن بالتفوق العرقي ومرتهنة بالكامل للمرشد الإيراني،
وكيان انفصالي يعمل على تنفيذ أجندة خارجية، الملاحظ أن ثلاثتهم لا يؤمنوا بالسياسية كوسيلة سلمية لتحقيق أهدافهم لذلك يفهم تماماً تحاشيهم الإسم(حزب التجمع اليمني للإصلاح) بدلالته وبمعناه الحرفي والموضوعي لأنه يستفزهم ويكشف عن سوئة أدائهم ونواياهم.
فحزب: تعني عملية سياسية سلمية.
التجمع: تعني مشروع وحدة وقبول بالآخر.
اليمني: للدلالة على وطنيته وانتمائه لبلد واحد أوحد لا غيره.
للإصلاح: تشير لمنهجه السياسي في إصلاح ما افسدته الضروف والأنظمة.
ليس لدى الحزب مشكلة معا تسميته بالإخوان المسلمين فهو على كل حال إمتداد لفكر الجماعة بالرغم ان امانته العامة قد اصدرت قبل سنوات قليلة بيان تنفي فيه صلة الحزب بأي جماعات خارجية، تنظيمياً على الأقل، وحتى ألد أعدائه لا يملكون دليلاً واحداً يثبت ارتباط الحزب بأي مشروع خارجي.
لكن كل تلك التسميات التي تنأى عن مناداته بإسمه غير بريئة ومقصودٌ بها الإدانة، وتنم عن فوبيا يريدون تصديرها للخارج والداخل من الحزب، وكلها تندرج تحت لافتة عريضة اسمها:
شيطنة الحزب، ربطه بجماعات خارجية صُنفت في كثير من الدول انها إرهاب..ية، تصدير صورة عنه بأنه حزب حالم منفصل عن الواقع،
والأهم من كل ذلك نفي محلية الحزب. محلية الحزب التي هي سر قوته، وإكسير انتشاره الواسع، وترياق بقائه رغم أعتى المعارك التي خاضها ويخوضها على كل المستويات..
أعني بمحلية الحزب هو هذا التماهي الخطير لقياداته وأفراده معا المجتمع المحلي، همومه، مشكلاته، نجاحاته، وألآمه التي بلا حدود. وكذلك أحلامه التي هي أحلامهم.
تغلغله في اوساط المجتمع، طلاب، قبائل، حرفيين، أكاديميين، سماسرة عقارات، سائقي باصات ومترات، وخطباء مساجد..
استيعابه في منهجه السياسي لخصوصية المجتمع اليمني الديموغرافية والجيوسياسية. راجع نشرات الحزب وكتب منهاجه السياسي والحركي لن تجد فكرة واحدة غير قابلة للتطبيق في الوسط اليمني.
وفي كل سرديات الحزب تجد الإهتمام منصب على الداخل، يقيمون ندوات ووورش عمل لمناقشة أطر إدارة مستشفى أو مدرسة وليس مناقشة الخلافة أو أستاذية العالم،
يهمهم فتح قنوات السيول في موسم الأمطار أكثر من فتح قنوات اتصال معا جماعات قد تشبههم تنضيماً وفكراً،
يقيمون كرنفالاً لفتح عيادة في قرية ولا يفعلون ذلك لفوز أحد نظرائهم في انتخاباتٍ في إحدى الدول.
وهذه المحلية هي ما تحدث عنها الأديب الكبير عبدالله البردوني عندما سألته المذيعة ليلى الأطرش في الحوار المتلفز: يقولون عنك انك مغرقٌ في المحلية.
فأجابها: عندما تكون صنعاء محاصرة ب 500 ألف مقاتل فلا يسعني إلا أن أكون محلي، وكذلك أنا اتنفس هواء صنعاء وأكتب منها ولها، وإذا كنت أحب وطني فمعناه أني أحب جميع الأوطان. فردت، نعم ثم إن محلية نجيب محفوظ اوصلته للعالمية.
لست اعني بمحلية حزب الإصلاح انفصاله عن هموم الشعوب الإسلامية، أو تجاهله لمشكلات الإقليم العربي وقضاياه العالقة، لا أبداً، ففي كل سرديات الحزب ومناهجه تحتل القضية الفلسطينية المركز، ولدى الحزب على سبيل المثال أكبر جمعية لدعم فلسطين في اليمن باسم جمعية الأقصى-اقتحمها واغلقها خصومهم الحوثيين فور اجتياح صنعاء، ويا للمفارقة!!.
على غرارها أسس حزب المؤتمر جمعية كنعان لنفس الغرض.
ولست أعني أيضاً انغلاقهم على أنفسهم ودورانهم داخل دائرة ضيقة، وعدم اتصالهم معا الخارج الإقليمي والدولي. لا، بل اصراراهم على فكرة أن كل اتصال معا الخارج ينصب بالضرورة لمصلحة الداخل، وأن النجاح الصغير يتبعه نجاح أكبر، والبناء المتين للقاعدة يمكنك من الإرتقاء للأعلى على قدر صلابة قاعدتك المحلية.
الإصلاح واقعي أكثر من الشعر الحر وأعمق من رواده، فهوحزب الطبقة الوسطى، والطبقات الوسطى واقعية وعملية أكثر من سواها، فالأعلى منها مترفة ساهية، والأدنى منها محطمة وحالمة.
وليس لدى الإصلاح هذا الخطاب الرومانسي العالمي سواءً الجه.ادي منه أو السياسي، يثير انتباههم حديث تزوجوا الودود الولود أكثر من وصف الحور العين وأنهار العسل.
تطربهم احصائية الطلاب الذين تخرجوا من مدارسهم وجامعاتهم أكثر من قصيدة حماسية لوصف معركة ما..يتمايلون على إيقاعات هدير المعاول أكثر من صليل السيوف. أو بتعبير محمود درويش"نريد أَن نحيا قليلاً لا لشيء، بل لِنَحْتَرمَ القيامَةَ بعد هذا الموت".
لا اظن أني سأسلم من التأطير والتصنيف بعد هذا المقال لكن ذلك لايهم، فبمجرد أنك لا تنتقد الحزب فأنت منتمٍ له بنظر الكثير لكن ذلك أيضاً لا يهم.
هذا مقال رأي أردت به في في ذكرى تأسيس الحزب أن أقول:
كل عام وأنت بخير يا إصلاح
كل عام وأنتم بخير يا إصلاحيين/ات.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها