تداعيات إغتيال اللواء سالم قطن في ظل الحرب على القاعدة
مثل إعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته أمس عن اغتيال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش اليمني اللواء الركن سالم علي قطن -الذي قاد الحرب على التنظيم في جنوب اليمن- ضربة موجه إلى قيادة الجيش, في وقت حذر فيه محللون من التداعيات السلبية للحادثة في ظل استمرار إستراتيجية القاعدة باستهداف القيادات العسكرية في البلاد.
وأدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن فيكتوريا نولاند في بيان لها أمس عملية الاغتيال, وقالت "إن الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي".
كما أدان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومنظمات حقوقية وأحزاب سياسية الحادث، وقال هادي في خطاب عزاء بثته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أمس "إن الحرب مع تنظيم القاعدة ستستمر بقوة أكبر من أجل الدماء الطاهرة والشهداء الأبرار الذين سقطوا، وكان آخرهم اليوم هو اللواء سالم قطن".
وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد أعلنت أمس أن انتحاريا صوماليا يرتدي حزاما ناسفا وينتمي إلى تنظيم القاعدة فجر نفسه في سيارة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن سالم علي قطن, مما أدى إلى مقتله واثنين من مرافقيه وإصابة خمسة مواطنين بينهم امرأتان.
وأعلن تنظيم "القاعدة" في بيان, تناقلته وسائل إعلام مختلفة أمس مسؤوليته عن عملية الاغتيال وتوعد في البيان بعمليات مماثلة تستهدف مسؤولين يمنيين خلال الأيام القادمة.
خسارة التنظيم
ويعد هذا الاغتيال أول رد للقاعدة على خسارة التنظيم في محافظة أبين الجنوبية الأسبوع الماضي عقب حملة عسكرية شنها الجيش اليمني, أطلق عليها اسم معركة "السيوف الذهبية", وانتهت بسيطرة الجيش على جميع المناطق في المحافظة.
ويصف محللون اغتيال اللواء القطن بأنه يمثل خسارة كبيرة للجش, وتصنف الحادثة على أنها مؤشر على اتجاه تنظيم القاعدة إلى شن حرب انتقامية ضد حكومة الرئيس اليمني عبد ربه هادي وحلفائه في الحرب على الإرهاب بعد تلقي التنظيم مؤخرا ضربات قوية فقد خلالها قيادات بارزة في صفوفه والمئات من أنصاره.
ووصف الكاتب الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب فارس غانم, اغتيال قائد المنطقة الجنوبية سالم قطن بأنه خسارة عسكرية قد تترك أثرا مباشرا إذا ما استمرت إستراتيجية القاعدة في استهدافها للقيادات العسكرية والأمنية بالتزامن مع انتقالها إلى حرب العصابات في المدن الرئيسية.
ولفت في حديث مع الجزيرة نت إلى أن عملية الاغتيال تحمل بعدا سياسيا في ظل الأزمة المرتبطة بتعثر تنفيذ المبادرة الخليجية والتسوية السياسية, وإعادة هيكلة الجيش من بوابة مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة عبر قيادات مؤهلة شبيهة باللواء سالم قطن.
"وقال الخبير العسكري في وزارة الدفاع اليمنية العميد الركن علي ناجي عبيد إن استهداف اللواء القطن سيمثل خسارة كبيرة لقوات الجيش, لكنه لن يثني القيادة العليا عن مواصلة مشواره البطولي في الحرب ضد الإرهاب"
وأضاف أن الآثار المباشرة للعملية, إذا ما سارعت الأطراف المعطلة للمبادرة في تبادل الاتهامات المعزز لفرضية المؤامرة والوقوف وراء العملية، من شأنها التأثير السلبي على القيادات الوسطية والأفراد في الجيش والأمن.
محافظة أبين
وكان اللواء سالم قطن -أبرز حلفاء الرئيس اليمني هادي- قد عين قائدا للجيش في الجنوب في شهر أبريل/ نيسان الماضي خلفًا للواء مهدي مقولة الحليف السابق للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح, الذي أقيل بعد تزايد الاتهامات له بالتواطؤ في تمكين القاعدة من السيطرة على محافظة أبين.
وقال الخبير العسكري في وزارة الدفاع اليمنية مدير مركز الدراسات الإستراتيجية الأكاديمية العسكرية العليا للجيش العميد الركن علي ناجي عبيد إن استهداف اللواء القطن سيمثل خسارة كبيرة لقوات الجيش, لكنه لن يثني القيادة العليا عن مواصلة ما سماه بمشواره البطولي في الحرب على الإرهاب.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن الوضع الأمني في البلاد بدء التحسن مؤخرا مع انتصارات الجيش التي حققها في أبين إلا أن المعركة مع الإرهاب لا تزال مستمرة.
وأشار إلى أن هناك اختلالات وقصورا في الجوانب الأمنية "مكنت هذه العناصر الإرهابية من القيام بالجريمة البشعة".
وأكد الخبير العسكري أن المعركة التي يقودها الجيش اليمني مع تنظيم القاعدة ليست تقليدية وإنما هي حرب مع "عصابات متخفية من فلول الإرهاب في أكثر من مكان", وأن حسمها بحاجة إلى تهيئة القوات المسلحة وتدريبها على خوض مثل هذا النوع من الحروب.
ويشار إلى أن اللواء قطن من القيادات العسكرية البارزة في البلاد, وقد تقلد عددًا من المناصب القيادية منذ التحاقه بصفوف القوات المسلحة عام 1970م بدءًا من قائد سرية وحتى قائد لواء ثم نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوى البشرية, وكان آخر منصب له هو قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء 31 المدرع.