رسالة من خائن (الجزء الاول)

هذه رسالة حملني ايها احد مناضلين ثورة التحرير الجنوبية وهو من اوائل من انطلقوا في الحراك السلمي الجنوبي وكان من المنخرطين في التنظيمات التي نشئت بعد حرب صيف 94 حدثني في لقاء ودي جمعني به وكان يتحدث بمرارة وعيناه تلمعان بالدموع من شدة القهر لما وصل اليه الحال في الجنوبي وطلب مني ان اصيغ ما قاله في مقالة لكي يقرءاه من يجهل تاريخ الثورة الجنوبية وجعلها رسالة تنبيه الى كل من يريد التسلق على جراحات وانانات ابناء الجنوب وعدته ان انقل ما يريد ولكي افي بالأمانة قررت ان اخط هذه الاسطر البسيطة التي لعلها توضح بعض الصورة التي غابت او غيبت عن انظار البعض .
هو احد قدماء محاربي الجبهة القومية وكان له ادوار بارزه فيها حتى نيل الاستقلال ابتعد عن الصراعات التي دارت بين ابناء الجنوب عقب الاستقلال وكان في كل محفل ينادي بضرورة تحكيم العقل والمنطق لم يتولى اي منصب في الدولة الوليدة عقب الاستقلال شارك في العديد من المعارك عندما كانت تتعرض الدولة لاي خطر خارجي قاد سرية لقتال العدو الاسرائيلي عندما اجتاح لبنان الشقيق وكان له دور كبير في دحر العدو الصهيوني . عاد الى الجنوب ولم يلبث طويلاً حتى اشتعلت احداث يناير المشئوم وظل على الحياد . 
مرت الايام والسنين وأعلنت الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م وحسب قوله ان دموعه سالت من عينيه عندما راى علم دولة الوحدة يرتفع رغم ان فرحته كانت ناقصة حسب قوله لانه كان يتمنى ان يرى كل الجنوبيين مشاركين في هذا الحدث التاريخي الذي سعى الجميع الى تحقيقه ولذلك رأى الصورة ناقصة وغير مكتملة وهذا كان بالنسبة له انذار شؤم وقال في ذلك اليوم ربنا يستر حاول ان يوصل رسالته بان الوحدة ناقصة وتم اتهامه بالخيانة وانه عدو للوحدة وان لم يترك هذا الكلام سيكون الثمن رأسه فقرر الصمت تلبيه لرغبة القيادة الجنوبية الحكيمة . 
انتقل الى عاصمة دولة الوحدة صنعاء حاله كحال غيره من ابناء الجنوب الاخرين الذين انتقلوا لممارسة مهامهم العملية مر العام الاول مابين عزائم ومقايل وتبادل القبلات والزيارات لأبناء الشمال الذين كانت الفرحه لا تسعهم وما ان انقضى العام الاول واتى العام الثاني حتى بدء الابتسامات تقل وبدء الحفلات تنكمش وبدء نور الفرح يخفت . قال تساءلت بيني وبين نفسي ما الامر وما الذي يحدث لم يكن يعلم بان شهر العسل قد انتهى او بعبارة اخرى انهم كان على وشك الانتهاء .
بدء يشعر بالمضايقات والحصار وقال كنت اشعر بأنني مراقب في كل الخطوات وكل التحركات بدأت صنعاء الوسعه تتحول في نظري الى قرية ضيقه لا استطيع حتى التحرك فيها .عاد الى عدن بنهاية العام1992م ونقل عمله اليها عاد وقال في نفسه لقد ذهبت اليها خائناً ويبدو انني عدت منها خائنا . الى ان نلتقي في الجزء الثاني من رسالة خائن ... اخوكم زياد العبد