هود: إساءة معاملة المحتجزين أيا كانوا إنتهاك للقانون وإضرار بالسلم الإجتماعي
ناشد أهالي معتقلين من أبناء محافظة عدن تحتجزهم الأجهزة الأمنية في سجن الأمن السياسي بصنعاء، الجهات القضائية والمنظمات الحقوقية العمل على رفع معاناة أبنائهم الذين مضى على احتجازهم أكثر من عام ونصف بدون تهم ولا محاكمات، ويعانون في الآونة الأخيرة أوضاعاً صحية متدهورة جراء الضغوط التي يتعرضون لها وإساءة معاملتهم داخل السجن، بما في ذلك حرمانهم من دخول دورات المياه لفترات طويلة.
ووفقا لموقع" النهار برس"قال مصدر حقوقي في منظمة "هود"، إن المنظمة تلقت مناشدات أهالي ستة من معتقلي جهاز الأمن السياسي، تحتفظ المنظمة بأسمائهم، تفيد بأنهم أصيبوا بالصدمة عندما شاهدوا أبناءهم المعتقلين خلال آخر زيارة لهم، وهم في وضع صحي متدهور، حيث تبدو على وجوههم آثار الإعياء والتعب، وتبدو أجسامهم هزيلة على غير العادة.
وأضاف المصدر بأن هؤلاء المعتقلين يقضون عامهم الثاني في سجون الأمن السياسي دون أي إجراءات قانونية، وقد نقلوا من محافظة عدن إلى صنعاء، بعيداً عن ذويهم، ويتعرضون حالياً لضغوط نفسية وصحية بسبب حرمانهم من دخول دورات المياه سوى مرة واحدة خلال 24 ساعة، وهو ما اضطر هؤلاء المعتقلون إلى اختصار وجبات الطعام إلى وجبة واحدة فقط خلال اليوم.
واستغرب المصدر بأن يتم معاملة المعتقلين في سجون الدولة خلافاً للدستور والقوانين اليمنية والمواثيق والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مضيفاً بأنه "حتى وإن كانوا اعتقلوا على ذمة الاشتباه بعلاقتهم بما يسمى الإرهاب فإن هذا لا يسوغ للسلطات الأمنية إساءة معاملتهم". وحذّر من أن إساءة معاملة المحتجزين، أياً كانت مبررات احتجازهم، لا تخدم الأمن والسلم الاجتماعي، بقدر ما تمنح جماعات العنف المسلح ذريعة لممارسة المزيد من أعمال العنف والانتقام.
وجدّد، في ذات السياق، مطالبة السلطات اليمنية إطلاق سراح كل الأشخاص المحتجزين تعسفياً في سجون الأمن السياسي، الذين لم تثبت إدانتهم بفعل مجرم قانوناً، أو إحالتهم إلى القضاء إذا كانوا متهمين فعلاً بارتكاب جريمة، مع ضمان محاكمتهم محاكمة عادلة، كما طالب بإطلاق سراح أولئك الذين أكملوا مدة العقوبة المحكوم بها عليهم.
وكان أهالي المعتقلين، قالوا في مناشدتهم: "اعتقل أبناؤنا قبل ما يزيد عن عام ونصف في عدن ثم نقلوا إلى صنعاء، بدون تهم ولا محاكمات، وقد توجهنا إلى كل الجهات الرسمية والحقوقية بشأن قضية أبنائنا، وتابعنا على أكثر من صعيد دون أي جدوى سوى وعود لم يتحقق منها شيء، فنحن نعاني بُعدهم عنا وصعوبة التواصل معهم ومتابعة أحوالهم في معتقلهم وصعوبة زيارتهم".
وأضافوا في رسالتهم للمنظمات الحقوقية: "وقد بلغنا في الآونة الأخيرة من بعض ذوي المعتقلين الذين زاروا أبناءهم أنهم يتعرضون لضغوط نفسية وصحية، ومضايقات في الخدمات ودورات المياه وغيرها مما حدا ببعضهم إلى أن لا يأكل سوى وجبة واحدة في اليوم، فأدى ذلك إلى سوء أحوالهم الصحية والنفسية، علما بأننا لا نتواصل معهم سوى بمكالمة واحدة على مدى شهر أو أكثر، ولا نتمكن من الاطلاع على أي شيء من تفاصيل أحوالهم داخل معتقلاتهم ولا عن سير قضيتهم ولا تجد شكاوينا أو مناشداتنا للجهات المعنية أي صدى".
وتوجه أهالي المعتقلين، في ختام رسالتهم، إلى "الأحرار والشرفاء من الحقوقيين والإعلاميين التعاون معنا للضغط من أجل رفع المعاناة عنا وعنهم".