نازحو أبين العائدون:بين غياب تام للخدمات و ألغام الموت المزروعة في كل مكان
تجولنا بداية في مدينة زنجبار الخالية من الناس ومن توفر أدنى مقومات العيش ومن انتشار الألغام فيها حيث قال لنا فؤاد عبده سلع: أول ما وصلنا أبين فوجئنا بوجود عبوات ناسفة ويوجد في مستوصف طبي في حي الطميس قذائف مدفعية ما تفجرت بلغنا الجيش ليأتي ويأخذها إلا أنهم رفضوا المجيء لأخذها بحجة انه لا توجد لديهم أوامر للنزول إلى الأحياء السكنية و المنازل أو حتى المباني الحكومية والخاصة لتصفيتها من الألغام، ونحن هنا نعاني من عدم وجود الأمن والحراسات فما كان منا إلا القيام بتشكيل لجان شعبية من أبناء زنجبار حتى نحمي أنفسنا، حيث انه أغلب اللجان الموجودة في النقاط الأمنية من أبناء لودر وجعار ولا يوجد منهم من أبناء زنجبار سوى قلة قليلة، وعندما عدنا لتفقد منازلنا وأملاكنا تفاجئنا من خلوها من أي شيء فكل حاجياتنا وأشيائنا قد سرقت وسلبت فمن المسئول عن هذا الفعل المشين ألا يكفي أننا شردنا لأكثر من عام لكي يتم فقدنا كذلك لأشيائنا وسرقت ممتلكاتنا حيث نواجه سرق مسلحين لا نستطيع مواجهتهم كوننا لا نملك ما نستطيع به مواجهتهم ولا نملك أسلحة والجيش غائب تماماً عن حماية مدينة زنجبار.
وطالب صالح سعيد محمد بعودة أعضاء المجالس المحلية لممارسة عملهم والنظر في حاجيات المواطنين وطالب كذلك بتشكيل لجان لتعويضنا عن ما فقدناه خلال الحرب ويجب تعويضنا بشكل صحيح حيث يتم النزول للمنازل التي دمرت وإعطاء أصحابها كل حسب ما فقده.
وقال صالح سعيد كذلك: النازحون المتواجدون في عدن يرفضون العودة إلى أبين إلا بعد رمضان كونه لا يتم صرف المعونات إلا في عدن وهم يريدون الحصول عليها أليس من الأفضل العودة إلى منازلهم ومدينتهم لنحصل كلنا على هذه المعونات لا مجموعة تتحصل عليها ومجموعة أخرى لا، ونشدد على تخليصنا من الألغام التي أثارت الرعب والخوف لكل أبناء زنجبار.
وعبر المواطن عدنان الكتش بكل أسى حيث قال: الوضع في أبين (زفت) جداً حد قوله، وقال أيضاً: والسلطات المحلية لا تتواجد ولا تقوم بالنزول لتفقد أوضاع المواطنين ولا حتى المنظمات الحقوقية قامت بالنزول لترى كيف نعيش حيث أصبحت أبين للزيارة فقط وكأنها متحف، ونناشد فخامة الأخ الرئيس بالنظر إلى محافظة أبين وبالذات مدينة زنجبار نظره واحدة فقط.
واتهم علي عبد الله محمود أشخاص من أبناء الحي في منطقته بالاستفادة من أسمائهم حيث قال: يوجد عندنا أشخاص من أبناء الحي قاموا بأخذ أسمائنا لتوفير حاجياتنا عن طريق منظمات وجمعيات خيرية ولكن للأسف بعد أخذ أسمائنا ومتطلباتنا لم نرى منهم أحد ولم يعودوا مجدداً، نحن نعاني جداً هنا من توفير الغذاء والماء وحتى المواصلات لم تتوفر بشكل جيد في خط عدن أبين، ولم تفتح حتى اللحظة المطاعم ونضطر للذهاب إلى مدينة جعار لإحضار الطعام والماء وكل ما نحتاجه إلا أن ذلك يتم بصعوبة كبيرة كونه لا توجد مواصلات تنقلنا إلى هناك ولا يتوفر لدينا المال الكافي للمواصلات ما نملك من مال هو فقط لشراء الطعام فما بال إذا تم أيضاً صرفه للمواصلات لإحضار الطعام.
وتحدث محمود عن وجود الألغام حيث قال: قمنا بتبليغ أجهزة السلاح الهندسي عن وجود الألغام التي لم تتفجر بعد إلا أنهم لم يقوموا بشيء سوى الإعلان بمايكروفونات بدوريات عبر سيارات تخلي فيها مسئوليتها في حالة حدوث تفجير قد يصيب المواطنين.
واختتم عبد الله محمود كلامه بقوله: أبين أصبحت مدينة أشباح.
وفي زنجبار كذلك قمنا بالالتقاء بأفراد من اللجان الشعبية التي تقوم طوعياً بحماية مدينة زنجبار حيث قال علوي أحمد حسين: نحن متواجدون في مدينة زنجبار للقيام بالأمن وحراسة وحماية ممتلكات المواطنين والمباني الحكومية والخاصة والتي بعضها نهبت من قبل عسكر الأمن المركزي والجيش والتي لا زالت تنهب حتى اللحظة.
وطالب علوي أحمد بقوله: نطلب من أبناء محافظة أبين أن يعودوا إلى زنجبار لحماية مدينتهم كوننا نحن الموجودون قلة وضرورة عودتهم حتى نكثف الجهود ونكون بعدد أكبر وليهابنا من يريد الاستفادة من الوضع ويعمل لكثرتنا ألف حساب.
ونطلب كذلك دعم الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والمواد الغذائية للمواطنين وكذا للجان الشعبية كوننا تطوعنا لحماية مدينتنا فلابد من توفير الدعم والمال والسلاح حتى نستطيع في الاستمرار لحماية مدينتنا.
وقال عبد العزيز محمد عمر: مدينة زنجبار تحمل في باطن أرضها العديد من الألغام التي راح ضحيتها الكثير من الأشخاص قد يصل عددهم تقريباً إلى 30 شخص منهم عائلة كاملة مكونة من أب وأم وثلاثة أولاد، حيث نطالب الجهات العسكرية القائمة التي من اختصاصها كشف الألغام أن يقوما أن يدخلوا كل حارة وكل حي لتصفية المدينة ونزع الألغام حيث أنهم يستلموا مخصصاتهم بشكل يومي ولا يقوموا بتأدية واجبهم، والألغام تتواجد بكثرة في مدينة زنجبار خصوصاً في حي باجدار وحي الصرح وفي منطقة الكود وفلوجة وغيرها من الأحياء.
ونشكو من كثرة سرقة ممتلكات المواطنين والدولة حيث ضبطنا بعض المسروقات واحتجزنا من قاموا بسرقتها ونعاني من غياب الأمن والجيش عن مدينة زنجبار بشكل كلي.
ودعا صالح عمبول المارمي حيث قال: قبل كل شيء نرجو من الدولة الاهتمام باللجان الشعبية حيث تنقصنا الإمكانيات ولم تقدم إلى اللحظة الدولة أي دعم لنا خاصة في مدينة زنجبار حيث نقوم بجهود ذاتية وبشكل طوعي.
وأضاف كذلك: إن أجهزة الأمن مع غيابها وعدم تواجدها بشكل كبير إلا أنها مع ذلك نجد منها تواطأ كبير مع السرق فعندما نقوم بضبط السرق وتسليمهم لهم لا يقومون بالتعامل معهم بما يجب التعامل مع السرق.
وأشار حسن قاسم المارمي إلى أن اللجان الشعبية ضبطت ثلاثة أشخاص منتميين إلى أنصار الشريعة بقوله: لقد تم يوم الخميس الماضي الموافق 21/6/2012م قيام اللجان الشعبية بمداهمة منزل لأحد أنصار الشريعة وضبط ثلاثة أشخاص منهم وتم التحقيق معهم من قبل قيادة اللجان وتسليمهم بعدها إلى اللواء 25ميكا، وضبط كذلك مسروقات ووجدت في نفس المنزل وتم تسليمها إلى قيادة الأمن.
وناشد رجال اللجان الشعبية في منطقة زنجبار حكومة الوفاق وعلى رأسهم الرئيس عبد ربه منصور هادي حيث قالوا بلسان واحد: نحن تنقصنا المعدات والأسلحة والغذاء والمال حيث نرجو توفيرها بأسرع وقت ممكن.
ونعبر بأننا لا نريد القيادات السابقة التي باعت زنجبار نهاراً جهاراً إلا أنه و للأسف الشديد نجد نفس وجوه الفاسدين وبقائهم في مناصبهم دون أي تغيير لهم.
وفي طريقنا إلى مدينة جعار توقفنا في منطقة تدعى بـ (المخزن) حيث تساءل الشاب أحمد عبد الله علي موسى باستغراب عن دور الحكومة تجاه أبناء أبين حيث قال: عندما كانت القاعدة موجودة كان البترول والديزل موجود والكهرباء والماء متوفرة لهم وعندما خرجت وذهبت ذهب معها كل شيء حيث أن الآن أصبح كل شيء معدوم، فأين دور الحكومة تجاه أبناء أبين؟!!
وعند وصولنا إلى مدينة جعار كان الوضع مغايراً تماماً عن ما شاهدناه في زنجبار فهو يشكل حالة أفضل فالناس موجودون والأسواق والمطاعم وحتى المحلات التجارية (البقالات) مفتوحة فالتقينا بإمام وخطيب جامع جعار الشيخ غسان الدولة حيث قال: الأوضاع بشكل عام لا زالت مأساوية صحيح أنه توفر بعض من الأمن إلا أنه غير كافي حال الناس لا زالت مطربه الخدمات الأساسية ناقصة إن لم تكن معدومة، فالناس بحاجة إلى استقرار داخل المنطقة حيث يوجد أناس ما زالوا بلا مأوى، والصحة غائبة عن مدينتنا بشكل تام في حالة حدوث لا سمح مرض نضطر بالذهاب بالمريض إلى محافظة عدن، فنحن في جعار بحاجة إلى مقومات إسعافيه سريعة للعيش بكرامه.
والتقينا كذلك بالأب الروحي لأبناء مدينة جعار الحاج سليم محمد صبيحي حيث قال لنا: أوضاع جعار متردية ما يعلم بها إلا رب العالمين، فنحن بحاجة إلى حملة من الحكومة حيث أننا نعاني من عدم وجود صحة ولا وجود تعليم والبلدية لا تتواجد فشوارعنا أشبه بكوم قمامة ولا يتوفر الأمن لنا نتمنى من الحومة النزول لمعاينة كل ذلك وانتشالنا من هذا الوضع.
وقال محمد عبد الله أحمد: الوضع متدهور للغاية لا توجد كهرباء ولا ماء والحالة التي نعيشها حالياً صعبة فنحن لا نريد سوى توفر الخدمات الأساسية للمواطنين في أسرع وقت ممكن.
وطالب الحاج محمد سعيد شيباني إستقرار الأمن حيث قال: نريد إستقرار الأمن داخل مدينة جعار وانتشار الدوريات الأمنية حتى يشعر المواطن بالطمأنينة، وضرورة تشكيل لجان لمعالجة قضايا الناس ومشاكلهم الصحية والمادية معالجة سريعة.