شيخ قبلي: يكشف تفاصيل هزيمة الحوثيين بالجوف ويؤكد أن الحوثي يسعى لجعل اليمن دولة تابعة لإيران.

قال الشيخ عرفج بن هضبان أحد مشايخ قبيلة دهم في محافظة الجوف، التي وقفت أمام المد الحوثي وأخرجته من أرضها بعد مواجهات عنيفة انتصرت فيها القبائل ان جماعة الحوثي تريد السيطرة على اليمن، وفقا لمشروعها الإيراني الصفوي.

وأشار الى أن جماعة الحوثي تسعى إلى تحويل اليمن دولة شيعية تابعة لإيران، بعيدا عن الزيدية المعتدلة، المعروفة بتعايشها مع السنة ومع الشافعية منذ مئات السنين، مستدركا بأن المشروع الحوثي يستمد قوته من المشروع الفارسي الخارجي.

وأضاف الشيخ عرفج في حوار مع صحيفة «الناس» إن الحوثي فشل في استهداف الجوف وسحب أذيال الهزيمة والخيبة.
وقال انه لاوجود للحوثي في الجوف، مضيفا: «هناك سادة وأشراف، والأشراف متعصبين، وإلا هم كانوا في الأصل زيدية ولكن مع التعصب تحولوا إلى الرافضة والاثنا عشرية، منوها الى مشروع الحوثي صفوى يسعى لجعل اليمن دولة شيعية تابعة لإيران».

ولفت هضبان إلى أن الحوثي أصبح ألعوبة سياسية تتجاذبها التيارات السياسية هنا وهناك، يحصل على مدد من إيران على اساس يريدون منه أن يكون في اليمن جنوب لبنان الثاني، مستدركا: «لكن انفتحت الشهية بعد أن سيطر على صعدة وأجزاء من عمران، فقالوا نريده مالكي آخر لكي يحكم اليمن، فدعموه بدعم غير عادي من المراجع الدينية من إيران والعراق، ومن أجزاء من مناطق المملكة التي يتواجد فيها الشيعة الاثنا عشرية، ومن أجزاء أخرى من البحرين ومن أبو ظبي والمناطق التي يتواجد فيها الروافض والباطنية، كذلك بعض الدول دعمت الحوثي لغرض سياسي تريد أن تصل إلى هدف معين ولكن ولله الحمد إن شاء الله ينفقون أموالهم ثم تعود حسرة عليهم».

وقال إن «الحرب الأولى والثانية في صعدة كانت حروب صادقة، أما الحروب التي تلتها خلطت الأوراق ورجعت تصفية حسابات بين القيادات، فهذا أمر واضح». مضيفا: «الأمر الثاني: نحن نعرف أن القوات اليمنية».

وفيمايلي نص الحوار

كشف عن تفاصيل المواجهات التي هزمت الحوثيين في الجوف
الشيخ عرفج بن هضبان : الحوثي أصبح ألعوبة سياسية تتجاذبها التيارات المختلفة ووقته قصير

الشيخ عرفج بن هضبان

- انفقت 12 مليون ريال بشكل شخصي مقابل ذخائر لإيقاف توسعه
- مشروع الحوثي صفوى يسعى لجعل اليمن دولة شيعية تابعة لإيران
- الزيدية بريئة من أفعال وتصرفات الحوثي الطائشة.
- انتصرنا بفعل العقيدة الصافية وتظافر كل القبائل.
الشيخ عرفج بن هضبان أحد مشايخ قبيلة دهم في محافظة الجوف، التي وقفت أمام المد الحوثي وأخرجته من أرضها بعد مواجهات عنيفة انتصرت فيها القبائل.. يتحدث الشيخ عرفج لصحيفة الناس عن طبيعة تلك المواجهات، وأسباب هزيمة الحوثي في الجوف، وحجم تواجده في محافظة الجوف، فإلى الحوار..

حاوره: أحمد الصباحي

لنبدأ من المواجهات التي حدثت بين الحوثيين والقبائل في منطقة دهم بمحافظة الجوف.. حدثنا عن طبيعة تلك المواجهات؟
- الحوثي واضح عمله وخططه التي يهدف إليها، والذي يسعى بدون مشروعية وليس له هدف معين إلا من أجل إرباك البلاد، هذا فكر يحمل مشروع غير وطني، مشروع من خارج البلاد، وفكر يريد أن يلزم الناس قسرياً على هذا الفكر، وفي نهايته ينتهي ويذوب مشروعه. وعن أسباب المواجهات، الحقيقة أنه لا يوجد بيت وما دخل فيه، وما فيه منطقة ما قد جرب عضلاته فيها، أمره واضحه أمام الخاص والعام. أول ما بدأ في صعدة مع الجيش والحروب الست التي جرت، وكانت حربا مدبلجة غير حقيقية مع الجيش، والجنود المخلصين والضباط راحوا في غمار تلك الحرب وضحوا بأنفسهم من أجل الوطن، لكن أصبحت الخبيه كما يقولون سود، والسود لا ينتفع به. كان القائد الأعلى هو الذي يأخذ ويعطي في المعركة يسحب القوات المسلحة عندما تحرر جزء كبير من المساحة التي يصلون إليها، ثم يسحبهم إلى الخلف، وهكذا.

هل تقصد الرئيس السابق؟
- القيادة العامة بشكل عام، الأمور واضحة.
هل تعتقدون أن الحوثي يريد السيطرة على الجوف إلى جوار صعدة؟
- هو يريد السيطرة على اليمن بكاملها، لأن مشروعه إيراني صفوي، ويهدف إلى السيطرة وأن تكون اليمن دولة شيعية تابعة لإيران، وليست الزيدية المعتدلة، فالزيدية معروفة بتعايشها مع السنة ومع الشافعية مئات السنين، لكن المشروع الحوثي يستمد قوته من المشروع الفارسي الخارجي.

لماذا يستهدف الحوثي الجوف الآن.. هل لها علاقة بالحدود مع السعودية؟
- هو جرب حظه في المعركة الأولى في عام 2011 وخسر الرهان، استمرت المعارك سبعة أشهر، وتكبد في المعارك ازيد من 670 قتيلا، وضحينا من خيرة رجالنا من قبائل دهم، ولكنه فشل وسحب أذيال الهزيمة والخيبة، كذلك المرة الأخيرة قبل عشرين يوما، جرب حظه مرة ثانية، نزل في الصحراء فكانت القاضية عليه والحمد لله تراجع، وقبل بالوساطة الرئاسية على آخر رمق، ونحن في منعة من امرنا ونذود عن شرفنا وأعراضنا.

من الذي شارك في هذه المعارك بالجوف؟
- قبائل دهم كلها بغض النظر عن الحزبيات والتوجهات، نحن من أجل قوة القبيلة ومنعتها نبعد الحساسيات واسم الحزبية والتنظيمات، نحن في دهم قُبل معروفة وعلى جد واحد، ما يحتاج أن ندخل في هذا الأشياء، فنحن حسمنا أمرنا في البداية بعد ما نزلنا إلى الميدان عملنا وثيقة بين دهم، كل واحد إلى جانب الثاني، حزام بالدم، وأن يقوم بالدم والدرهم إلى آخر نفس حتى نكسر هذا العدو الغازي من اراضينا، وأن لا يكون هناك نغمة لأي حزب أو طائفة أو مذهبية على أساس تكون صفوفنا مرصوصة وتكون شوكتنا أقوى، والحمد لله تحقق هذا الهدف من خلال أسلافنا وأعرافنا، فعملنا الوثيقة ووقعنا عليها قبل وقوع المعركة وكانت معركتنا قوية.

هذا عن قبائل دهم، ماذا عن المناطق الأخرى؟
- الحقيقة إذا طُلب منا النصرة والنجدة ما نتراجع، خصوصا على هذا العدو المتشرب فكر خارجي، أي جزء من أجزاء اليمن يطلب منا النصرة والمدد والعون لا نبخل بالنصرة بالأرواح وبكل الامكانيات المتاحة.

ما مدى تواجد الحوثي في الجوف، والمناصرين له؟
- ليس له أي وجود في الجوف، هناك سادة وأشراف، والأشراف متعصبين، وإلا هم كانوا في الأصل زيدية ولكن مع التعصب تحولوا إلى الرافضة والاثنا عشرية.

البعض يقول إن الحوثي توغل في الفترة الأخيرة بالجوف، وأصبح له أنصار كثير؟
- غير صحيح والواقع يشهد بذلك.

في معارك 2011 يقال إنه كان يريد أن يسيطر على المعسكرات وحصل على الكثير من الأسلحة؟
- كان يريد أن يسيطر على المجمع الحكومي ولكن قبائل الجوف والحمد لله صدوا هذا الزحف طوال سبعة أشهر، وكان معهم من إخوانهم من الناس المخلصين من القُبل المجاورة لنا، ولكن بكم بسيط.

كيف تقرأ فتح الحوثي لأكثر من جبهة في دماج وحاشد وكتاف، ومن أين له القدرة الكبيرة في الحرب بأكثر من جبهة؟
- أخي العزيز، الحوثي أصبح ألعوبة سياسية تتجاذبها التيارات السياسية هنا وهناك، يحصل على مدد من إيران على اساس يريدون منه أن يكون في اليمن جنوب لبنان الثاني، لكن انفتحت الشهية بعد أن سيطر على صعدة وأجزاء من عمران، فقالوا نريده مالكي آخر لكي يحكم اليمن، فدعموه بدعم غير عادي من المراجع الدينية من إيران والعراق، ومن أجزاء من مناطق المملكة التي يتواجد فيها الشيعة الاثنا عشرية، ومن أجزاء أخرى من البحرين ومن أبو ظبي والمناطق التي يتواجد فيها الروافض والباطنية، كذلك بعض الدول دعمت الحوثي لغرض سياسي تريد أن تصل إلى هدف معين ولكن ولله الحمد إن شاء الله ينفقون أموالهم ثم تعود حسرة عليهم.

من هي هذه الدول؟
- دول كثيرة، بما فيها بعض الدول الغربية والأوروبية.
البعض يقول إن هناك تواطؤ سعودي أمام تحركات الحوثي الأخيرة؟
- والله أنا لا أرى ذلك، لأني لاحظت في الآونة الأخيرة هناك حشد كبير على الحدود من السعودية، والحوثي يحشد أيضا على الحدود، فلو كان هناك تواطؤ لما بدأ الحشد على الحدود في هذه اللحظة.

بالنسبة لكم في معارك الجوف هل تلقيتم أي دعم من قبل السعودية؟
_أبداً لم نتلقى أي دعم لا من السعودية ولا من اليمن، هي جهود ذاتية وشخصية، أنا شخصيا انفقت 12 مليون خلال العشرين يوم أيام المواجهات، في الذخيرة وتوزيعها على المواقع وقت المعركة كل واحد يجيب ما استطاع، وكل المشايخ كل واحد أعطى مجهوده. ولله الحمد دون الأعراض ترخص الدماء والروس، أما المال فلا شيء.

الحوثي نجح في دماج وحاشد وكتاف، ولكنه فشل في الجوف.. هل من تفسير لهذا الأمر؟
- هناك عدة عوامل، أولاً: العقيدة الصافية ولله الحمد، لا يوجد عندنا من هذه التلوثات والمذهبيات الجديدة، نحن عندنا عقيدة صافية ولله الحمد، كذلك التكاتف الصادق والجاد لقبيلة دهم أنها تدحر هذا الغازي بأي شكل من الأشكال لو تضحي بالأطفال وراء الرجال، لم يعد عندنا أي نية للتراجع لأننا تبايعنا على الموت وقت النزال في المنطقة، والحوثي توغل في حدود كيلومتر وما جاء اليوم الرابع إلا وقد أرجعناه إلى بلاد وايلة من حيث أتى. نحن عملنا الوثيقة بيننا قبل النزول الى المعركة، وتبايعنا على الموت وتلازمنا بالوجيه والعهود، لمواجهة الحوثة وأي معتدي على أراضينا. الأمر الآخر، الأرض المفتوحة ساعدتنا في المعركة، أرض صحراء رملة، لا يستطيع أن يحتمي بجبل أو شجرة ونستطيع التحرك يميناً وشمالاً ونسقطه في أماكن فيها رمل، فحصلت الإبادة له.

اتفقتم ولديكم وثيقة لمواجهه الحوثي لكن ألا تخشون أن يتم خذلانكم كما تم في حاشد وكتاف ودماج؟
- نحن عندنا عادات وتقاليد كما هي موجودة عند القبل اليمنية كلها، لكن للأسف بعض القبل ترهلت خلال الثلاثة العقود التي مرت وتغلبت المصالح على العادات والتقاليد الحميدة والقيم والشيم، فنحن قبائلنا لا زلنا محافظين عليها، وقبائلنا أكثر محافظة على هذه العادات، إن شاء الله نحن لا نتوقع الخذلان، لكن كل شيء جاهز.

كيف تقيم الموقف الرسمي في المواجهات التي حدثت، البعض يقول إن هناك تواطؤ رسمي، أو ضوء آخر للحوثي؟
- ما حصل في دماج شيء مؤسف ومؤلم لكل إنسان حر يحمل الدين والكرامة، لأنه عندما اهجرك من بيتك وأنت على خمسة قرون كابرا عن كابر في هذا المكان ثم أهجرك بين عشية وضحاها من أجل فكر دخيل، فهذه مصيبة وكارثة في التاريخ اليمني، ستتناقلها الأجيال، وستكون وصمة عار على اليمنيين. الأمر الآخر، ما حصل من الدولة من تواطؤ أفسره أنه ضعف ولكن هناك شيء من المؤامرة الخارجية على هذا الصرح الشامخ الإسلامي لأنه يُعلم التعليم القرآني النبوي السني الصريح الصحيح كما كان محمد بن عبدالله وصحابته، ولا أبرئ الحجوري وطلابه من بعض الشطحات لهم. أصبحت دول الغرب التي لا تؤمن بفكر الإسلام، ترى أن هذا الصرح خطر عليها، لأنه يستقطب أبناء المسلمين في دول الخارج من امريكا وفرنسا واروبا وبريطانيا، حيث يتعلمون الاسلام ويعلمونه في بلدانهم، فقالوا هذا خطر علينا، يعني نحن نهدي لهم الخير وهم يريدون لنا الشر.

إذن هناك تواطؤ دولي مع الحركة الحوثية؟
- أكيد، أنا قرأت في مقطع قبل أيام أن الجهات المسؤولة قبضت على شخصين من حركة الحوثي، رجل وامرأة دخلا على السفارة الأمريكية باعتبار أنهما صفحيين لمقابلة السفير، وأثناء خروجهم قبضت عليهم التحقيقات الاستخباراتية ووجدت في حوزتهم حقيبة يوجد بداخلها ثلاثة مليون دولار.

لماذا هذا التعامل الناعم من أمريكا أمام حركة الحوثي مع أن شعارهم واضح العداء لأمريكا وبإسرائيل؟
- هذه طبخة متفق عليها، قبل أن تقوم حركة الحوثي، شعار الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، كلام فاضي، فالموت لليمنيين والتدمير لليمنيين، ولم ينال أمريكا أي شيء من هذا الشعار.

ما هو رأيك بموقف المؤتمر الشعبي العام أمام الحوثيين، هناك من يقول إن بين المؤتمر والحوثي تحالف واضح؟
- هناك مؤشرات تدل على هذا الكلام، أولا في الحروب الست كان القائد الأعلى للقوات المسلحة يأمر الجيش بالتراجع عن الأماكن التي حررها، كانت الحرب الأولى والثانية هي حروب صادقة، أما الحروب التي تلتها خلطت الأوراق ورجعت تصفية حسابات بين القيادات، فهذا أمر واضح. الأمر الثاني: نحن نعرف أن القوات اليمنية التي حاربت في صعدة كانت من الدبابات القديمة التي تخلط الماء والزيت، الآن الحوثي معه دبابات جديدة من 2012، و2013، من أين أتت له هذه القوة، وهذا تفسيرها واضح.

البعض يقول إنه حصل عليها من الحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجل الرئيس السابق؟
- الأمر واضح جداً، طالما الحوثي يملك هذه المعدات الذكية والجديدة، فهو أمر مفروغ منه.

إلى أين تسير المواجهات مع الحوثي، وكيف تقيمون أسباب وصوله إلى هذا الحجم؟
- أقول إن وقت حركة الحوثي قصير، وأجلها أقصر، هي وكل من سار على شاكلتها، لأنه بدأ بالدم والبغضاء والشحناء والتدمير، هل صاحب هذا الفكر والعمل الشيطاني هذا سيصل إلى حكم؟ هذا بعيد المنال، إذا كان هناك 100 الف مناصر للحوثي، فهناك 25 مليون يمني يرفضونه، ولا يمكن أن يصل إلى ما يهدف إليه. الشعب شب عن الطوق ولا يمكن أن تعود عجلة التاريخ إلى الخلف، ويرجع الإمام المعمم، هذا بعيد، وهي أسطوانة مشروخة وانتهت.

نقلا عن صحيفة الناس