الحراك يعود إلى الواقع ويقسط خطواته التصعيدية

انتهى واحد من أكثر الأيام ترقباً في محافظات الجنوب بطريقة اعتيادية ومشابهة لمجمل المناسبات التي أحياها الحراك الجنوبي المطالب باستعادة الدولة الجنوبية على الرغم من الوعود التي أطلقها الحراك بالشروع في خطوات لفرض الانفصال عن السلطة المركزية.

 ولم يعكر صفو الاحتفال الضخم الذي اشترك فيه عشرات الآلاف من أنصار الحراك في ساحة العروض بمنطقة خور مكسر سوى مقتل شخص وإصابة قرابة ثمانية آخرين برصاص قوى الأمن التي فرقت متظاهرين نظموا مظاهرة من ساحة الاحتفال إلى منطقة المُعلا.

ويبدو أن حادثة القتل وإصابة المتظاهرين واقعتان منفصلتان.

فقد رجحت روايات أن القتيل الذي سقط في شارع بين مدينتي خور مكسر والشيخ عثمان هو مختل رشق جنود أمن بالحجارة فأمسكوا به وانهالوا ضرباً عليه وأصابوه إصابة دامية في رأسه نزف على إثرها حتى فارق الحياة.

ونشرت مواقع إخبارية صورة للقتيل مُلقى على قارعة الشارع فيما بدا القسم العلوي من جسمه عارياً, مشيرة إلى أن شهود عيان أفادوا بأنه كان يرشق الجنود بالحجارة وهو بتلك الهيئة.

أما جرحى التظاهرة التي انطلقت من ساحة العروض نحو منطقة المُعلا فبينهم واحد أصيب بطلق ناري في بطنه فيما أصيب الآخرون باختناقات جراء إطلاق قوى الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

وأغلق نشطاء مسلحون في الحراك الجنوبي طرقاً حيوية عند نقاط كانت منافذ حدودية بين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية في الجنوب قبل قيام الوحدة في 1990.

وأغلق المسلحون الطرق الواصلة بين المحافظات في ثلاث مناطق؛ هي: سناح بالضالع وكرش بلحج ومكيراس في أبين، حيث كانت تلك المناطق منافذ حدودية تربط بين الجمهوريتين عبر محافظات تعز وإب والبيضاء.

ودأب نشطاء الحراك على إغلاق هذه الطرق في مناسبات متعددة لكنهم سرعان ما كانوا يتراجعون ويسمحون للمركبات والمسافرين بمواصلة الحركة بين المحافظات.

وقال حسين بن شعيب رئيس اللجنة الإشرافية على الاحتجاج المفتوح في ساحة العروض إن إغلاق المنافذ الحدودية السابقة بين الجمهوريتين يأتي في إطار خطوات تصعيدية بدأ الحراك باتخاذها يوم الأحد.

وأضاف أن إغلاق تلك المنافذ جرى على نحو رمزي, مشيراً إلى أن الاحتجاجات ستتواصل في ساحات عدن والمكلا مع تنفيذ عمال المؤسسات الحكومية إضرابات واعتصامات وصولاً إلى السيطرة عليها لإرغام السلطة على التفاوض من أجل فك ارتباط الجنوب واستعادة دولته.

وأحيا عشرات الآلاف من مواطني المحافظات الجنوبية  الذكرى السابعة والأربعين لاستقلال جنوب البلاد عن المستعمر البريطاني في ساحة العروض بمهرجان خطابي وسياسي بدأ عصر الأحد واختتم عند حلول الليل.

ورفع المحتشدون الذين يقول الحراك إن أعدادهم مليونية أعلام الدولة الجنوبية السابقة ولافتات تنشد "الاستقلال" والسيادة.

بين الشعارات التي رفعها المحتفلون "باسم الشهداء والجرحى والمعتقلين لن نتراجع, لن نهدأ حتى طرد المحتلين" و "التحرير والاستقلال هدفنا". وألقى سياسيون في الحراك كلمات تركزت حول استعادة الدولة الجنوبية.

وفي المكلا عاصمة حضرموت, أحيا آلاف من أنصار الحراك ذكرى الاستقلال في ساحة يطلق عليها الحراك "ساحة الاستقلال والتحرير" . وألقى أعضاء قياديون في الحراك خطابات سياسية فيما أدى مطربون شعبيون أغان.

كما أحيا عشرات من أنصار الحراك في محافظة المهرة ذكرى الاستقلال وتجمعوا قبل أن يطوفوا شوارع مدينة الغيظة.