الرئيس هادي يدشن حكم المليشيات ليطول بقاءه في السلطة

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني علي البكالي المذكرة التي أصدرها مكتب الرئيس هادي ومعمدة بتوقيعه الى الحكومة قبل أيام، اعتبرها بلاغاً مسبقاً يتحدث عن تعيينات ومذكرات خارج إرادته .
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي وجه مذكرة لرئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح بعدم قبول أي توجيه صادر عنه مالم يمر عن طريق مكتب رئاسة الجمهورية.
وقال البكالي في حديث خاص لـ «الخبر» إن «مذكرة الرئيس هادي مجرد تبرير وتملص من أي مسؤولية في هذا السياق ولكنها مؤشر لبدء تنفيذ المليشيات لأعمالها في المؤسسات بموافقة هادي».
وأوضح أن تلك المذكرة الممهورة بتوقيع هادي بمثابة تدشين رسمي لسلطة المليشيات في أجهزة الدولة ومؤسساتها، موكداً بأنه لو وجد محامون محترفون فهي كافية للحكم عليه.
وأضاف: «بالنسبة لإقالة المحافظين من قبل المجالس المحلية هي حيلة اتخذتها المليشيات بموافقة هادي طبعاً الذي يريد أن يتحلل عن القرارات التي تتم في هذه الفترة رغم أنه قابل بها وراض عنها لأن همه الوحيد أن يبقى على رأس السلطة ولا يهمه كيف تسير الدولة ومؤسساتها ومن يتحكم فيها».
وشبه البكالي هادي بعد خياناته وتعاونه مع المليشيات بـ «السمكة» التي إن خرجت من الماء ستموت، منوهاً بأن الرئيس يحرص على بقاءه في السلطة وعلى المليشيات أن تدبر شئونها في إدارة البلد وبوسعه أن يسكت عن كل ذلك.
وأرجع سبب تركيز الحوثيين على محافظة الحديدة وإقالة محافظها صخر الوجيه، إلى كونها مصدر دخل كبير لتمويل أنشطة الجماعة وحروبها، مشيراً إلى أنها تفرض الاتاوات والعمولات على التجار والسفن وتستلم الضرائب والجمارك دون رقيب ولا حسيب.
واستطرد الكاتب البكالي قائلا: «في الحقيقة هناك محاولات للسيطرة على الجهاز الإداري للدولة وتطويعه لسلطة الحوثيين كون ذلك سيسهل عملية إحكام القبضة على اليمن بشكل عام فالدولة باعتبارها الكيان الطبيعي والاعتباري للشعب لها ثلاث تكوينات هي: السلطة السياسية وهي تنتهي عند الوزير ونائب الوزير والجهاز الإداري وهو يمثل الدولة العميقة في السك المدني أو العسكري وايديولوجيا الدولة وهي الفلسفة والأفكار والتصورات التي تؤمن بها الدولة».
ولفت إلى أن الحوثيين حتى اللحظة سيطروا على السلطة السياسية وتبقى أمامهم عقبة السيطرة على الدولة العميقة، منوهاً بأنهم ينشرون لجانهم الثورية لهذا الغرض لتغدو مؤسسات الدولة قبضة أيديهم.
وأفاد بأن ايديولوجيا الدولة تتناقض كليا مع فكرتهم وعقيدتهم ولهذا سيحاولون تمكين الهاشميين من مفاصل الدولة العميقة لتغدو ايديولوجيتهم مقربة من العاملين في السلك الوظيفي للدولة بدافع التقرب إلى المسؤولين.
وقال إن «مبررا استجابة المكاتب الحكومية لتوجيهات اللجان الحوثية تشير إلى مستقبل مغتصب فاستقلالية الدولة وسلطاتها صارت حلماً بعيداً وربما يضطر اليمنيون إلى نضال طويل لاستعادة الدولة من يد المليشيات المختطفة لها».
وعن محاولة إلغاء الحوثيين لإجازة السبت في التربية والتعليم أكد البكالي أنهم يريدون إيهام أتباعهم من البسطاء بأنهم لا يزالون يخالفون اليهود والنصارى وأن شعارهم ينفذ على الواقع مع أن هذا في الحقيقة مجرد مغالطة.
واختتم الكاتب السياسي علي البكالي حديثه بالقول: «المكاتب الحكومية سواء كانت تابعة لوزارة التربية أم غيرها لم تعد تعبر عن سياسة الحكومة وإن أبقت على المسؤولين الحكوميين فاللجان الثورية التي شكلتها المليشيات باتت تتحكم بكل تفاصيل العملية الإدارية في جهاز الدولة».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها