تقرير يغوص في إنجازات اللجان الشعبية لـ"أنصار الله" منذ 4 أشهر

لا صوت يعلو فوق صوت اللجان الشعبية ، أمام سطوتها ينحني قصر الرئيس ، بينما تذعن ألوية الجيش ، وتفتح مكاتب الوزارات أبوابها بهدوء ، هي السلطة الحاكمة لصنعاء ومدنا يمنية كثيرة ، حاولنا أن ننقل ما يعتبره قياداتها الميدانية انتصارات وإنجازات خلال فترة أربعة أشهر مضت.

يتحدث القيادي في أنصار الله الحوثيين ، عمار أبو علي لـ"مندب برس" عن انجازات اللجان الشعبية في تفكيك مراكز القوى والفساد ، وتجفيف منابع التكفييريين ، وحفظ الأمن والإستقرار ، ونشر المسيرة الربانية القرآنية ، وكسر شوكة الأمريكان والسعودية.

منذ الحادي والعشرين من سبتمبر المنصرم ، يستخدم أنصار الله الحوثيون مصطلح اللجان في وصف مسلحيهم الذين سيطروا على العاصمة ، وعدة مدن يمنية، فيما يستمرون في الحديث بزهو عن أبرز انجازاتهم منذ انطلاق مسيرة السيد عبدالملك الحوثي .

دحر عملاء أمريكا وأياد السعودية

يشير القيادي البارز في جماعة انصار الله وأحد القادة الميدانيين ضيف الله الشامي في حديثه لقناة العالم الإيرانية أن اللجان الشعبية وعناصر أنصار الله وجهوا ضربات متكررة للعناصر الامنية والمتعاونين معهم المدعومين اميركيا وسعوديا وخليجيا في رداع .

أما ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام ، فيؤكد أن لجانه الشعبية ، قامت بدحر التكفيريين من مديرية أرحب بصنعاء، فيما تتحدث تقارير حقوقية عن عمليات إعدام واسعة ضد مواطنين ، وحالات تفجير لمنازل ودور قران ، يقول اعضاء اللجان انها لأعضاء في منظمات إرهابية .

يؤكد الشامي ، في حديثه للقناة الإيرانية ،  ان اللجان الشعبية إلى أنها تستعد لدخول مأرب لملاحقة عناصر الإستخبارات الأمريكية الإرهابية التي تضر بمصلحة الوطن وخيراته وثوراته .

يؤكد أبو علي ، في حديثه للموقع ، ان اللجان نجحت في إخماد أكثر بؤر التكفيريين ، يشير بأصبعه في إتجاه جامعة الإيمان التي تعرضت لقصف عنيف من قبل المسلحين في العشرين من سبتمبر الماضي ، وقال المسؤولون عنها ان بنيتها التحتية ومساكن مئات الطلاب تعرضت للحرق بمبالغ تصل لمئات آلاف الدولارات.

يقلب أبو علي بين يديه هاتف جوال ، يقول "سأريك مقطعاً تثبت أن منبع الدواعش هي الفرقة الأولى مدرع "، يعرض مقطعا لتدريب عسكري ، يشير بصوت ممتليء بالحماسة والزهو وكأنه عثر على شيء ثمين " اللجان الشعبية طهرت هذا المكان من هولاء الإرهابيين" .

تحويث الدولة لحمايتها من الفساد

مصادر ميدانية تحدثت عن اقتحام وإحراق قرى مواطنين وقبائل في مدن البيضاء وريفها من قبل مسلحي الحوثي، بالإضافة الى تجاوز الضحايا من المدنيين والحوثيين الى أكثر من 1000قتيل والآف النازحين ، لكن الشامي يعتبر هذه الأخبار باطلة ويصفها تضليل إعلامي الذي يخدم العناصر الأمنية الوافدة .

في تصريح صحفي لوكيل محافظة صنعاء عبدالله ضبعان  أثناء تسلمه مبنى المحافظة المبنى من قبل اللجان في اكتوبر الماضي، يشدد على تسليم الأطقم العسكرية التابعة للمحافظة ، لكن قائد اللجنة المكلفة بتسليمه يقول انها في مأمن ، وان المبنى سلم كما هو وهذا هو الأهم ، حسب قوله.

وعن استيلاء اللجان الثورية المنبثقة من اللجان الشعبية ، على أختام الوزارات اليمنية ، وفتح مكاتب لها في كل المؤسسات الحكومية ، يشير الشامي إلى أنها "تأتي في إطار مكافحة الفساد"، لكن مسؤولة حكومية تشير في حديثها لموقعنا ان تدخلات كبيرة يمارسونها في صلاحيات الوزراء والمدراء ، دون القدرة على الرد في ظل سيطرتهم الكبرى .

تجميد أموال فاسدين

يستمر ابوعلي في سرد ما يعتبرها انجازات الثورة " نجحنا في تجميد أموال كبار الفاسدين " ، يشير الى المنضمين لثورة فبراير من العام 2011م ،أبرزهم اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة مدرع السابق ، وحميد الأحمر رجل الأعمال الداعم لإنتفاضة الشباب ضد الرئيس السابق ، ومحمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية العسكرية .

لكن الرأي العام اليمني مصاب بالإحباط إزاء تحالفهم مع الرئيس عبدالله صالح وأبرز رجالاته الذين تلاحقهم تهم فساد بمليارات الدولارات، بينما يعتبر مراقبون ان الحوثيين يقودون "ثورة مضادة" لثورة فبراير 2011م ، والإنتقام من خصوم الرئيس السابق علي صالح .

وحصل موقع "مندب برس" على وثائق تشر  تشير الى ان مسلحين قامو بالسيطرة شركة انتاج الأغذية في صنعاء ، ونهب مليون ريال يمني ، لكن اللجان الشعبية قامت بملاحقتهم والقبض عليهم، أعادوا المبلغ ، قبل أن يقومو بتطويق الشركة بالكامل والإستيلاء على المخازن والتحكم بكل الموارد المالية بتهمة تبعيتها لرجل الأعمال حميد الأحمر ، قال احد الموظفين ان اللجان تحارب النهب لأنها تحتكره لنفسها .

حماية المظلومين

يقف  أحد أعضاء اللجان الشعبية بالعاصمة صنعاء ، أمام وزارة التربية والتعليم بالقرب من السفارة الأمريكية ، يرتدي سلاح كلاشينكوف، وخلفه لوحة كتب عليها بالخط العريض "الترتيبات الأمنية لكم وليست عليكم "  .

 حينما سألناه عن مهمته ، أجاب وهو يرتدي نصف زي لرجل الأمن " نحن هنا من أجلكم ، من أجل حمايتكم من الظالمين" .

ويتولى أنصار الله الحوثيين حراسة مقر السفارة الأمريكية بصنعاء ، حيث تنتشر نقاط تفتيش مكثقة بالقرب من السفارة التي تحتل مساحة كبيرة في وسط العاصمة .

حماية البلاد من الحرب الأهلية

لكن حسن زيد رئيس حزب الحق المقرب من الحوثيين ، وعضو المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك، يسير في اتجاه بعيد ، حين قال ان انصار الله الحوثيين هم من جنبوا البلاد شبح الحرب الأهلية ، وأضاف" وعي ويقظة اعضاء حركة انصار الله واعدادهم الجيد في احتواء الموقف وايضا الارادة الطيبة حد من هذا الخطر ورسم ارادة طريق جديدة وابعد شبح الحرب الاهلية عن اليمن".

تقول احصائية  إن عدد المنازل التي اقتحمتها اللجان الشعبية لمناوئين لها في العاصمة صنعاء ، وصلت 600 مؤسسة ومنشأة حكومية ،  فيما ذكرت مؤسسة حرية المهتمة بالحقوق الصحفية أن أكثر من 60 حالة انتهاك تعرض لها صحفيون على يد عناصر تابعة للجان الشعبية.

حملة تشويه

ويشير الكاتب المقرب من الجماعة محمد فايع "ان حملة تشويه للجان الشعبية وأنصار الله ولاشك ان أمريكا ممثلة بسفارتها ستقف وراء تلك الحملة والأولى  التي تغذي وتحرك  تلك الاوكار المخابراتية التكفيرية  وتسلح  وتمكن  مجنديها  وعناصرها من فرق الاغتيالات والنهب  والتفجيرات الحملة التشويهية للجان الشعبية ولأنصار الله التي بدأت تحركها عبر أبواق من العملاء".

وكان مدير أمن العاصمة عبدالرزاق المؤيد ، والمحسوب على جماعة انصار الله ، قد أكد في تصريح سابق أن هناك توجه رسمي من قبل اللجنة الأمنية العليا والتي يترأسها الرئيس اليمني ، لدمج أكثر من عشرين ألف من قوات الحوثيين في الأجهزة الحكومية الأمنية والعسكرية ، فيما ذكرت مصادر للموقع أن 500 طالب من الجماعة تم الحاقهم بالكليات العسكرية والحربية .

وفي المجمل ، ترفض اللجان الشعبية الإنسحاب من العاصمة صنعاء والمدن التي سيطرت عليها ، حتى وجود دولة قوية ، على عكس اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته الأطراف السياسية بما فيها الحوثيين والذي نص على الإنسحاب الفوري بعد تسمية رئيس الحكومة ، وما بين البقاء والرفض تبقى العاصمة معلقة لفوهة بندقية اللجان الشعبية