رسالة عاجلة من "صلاح باتيس" الى السيد "عبدالملك الحوثي" وانصاره (نصها)

وجه صلاح باتيس عضو رئاسة الهيئه الوطنيه للرقابه على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني رسالة عاجلة الى انصار الله الحوثيين وزعيمهم السيد عبدالملك الحوثي عبر صفحته الرسميه في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك جاء فيها:
.. إلى أنصار الله وسيدهم .. ماذا تريدون ؟!
أخواني جميعا : السلام عليكم ..
أرسل إليكم برسالتي هذه بعد أن سبقتها رسالة عاجلة موجهة إلى الأخ عبدالملك الحوثي بشكل خاص .. ولكنني اليوم أخاطبكم بشكل عام لأنني لم أرى استجابة لرسالتي الأولى بشكل إيجابي نلمسه على أرض الواقع .. بل العكس هو الصحيح مع كل أسف ..
لذلك فإنني هنا أخاطب فيكم العقل والمنطق إن بقي لديكم عقل ومنطق .. مع علمي وثقتي أن فيكم ومنكم ومعكم الكثير من العقلاء والفضلاء الذين أعرفهم حق المعرفة ولكنني أتساءل أين هم وأين تأثيرهم في كل ما أحدثتموه ويحدث على أرض الوطن ؟!
وكيف تقبلون بأن تنهار الدولة بسببكم .. ويتفكك الوطن بتعنتكم .. ويتقاتل اليمنيون بفعل ثقافتكم التي لاتقبل إلا منطق القوة وفرض الأفكار والمشاريع بالسلاح ..
إنني أسألكم وأتمنى أن تجيبوني بكل صدق وتجرد وشجاعة :
أين ذهبت أهدافكم التي كنتم تتحدثون عنها ؟!
وهل القضاء على الفساد يكون بالتهام مؤسسات الدولة والسيطرة عليها بقوة السلاح ؟! وهل محاربة الفاسدين يكون بفرض الأسماء على الرئيس ليصدر القرارات بتعيين عناصركم في مفاصل الجيش والأمن والقضاء والأماكن القيادية العلياء في الدولة ؟! وهل رفع المعاناة عن كاهل المواطنين يكون بإهانتهم وإذلالهم واقتحام منازلهم ومساجدهم ودور قرآنهم ومؤسساتهم وجامعاتهم ومقرات أحزابهم وقراهم ومزارعهم واعتقال رجالهم وشبابهم خارج إطار القانون وسلطة الدولة وتحت سلاح المليشيات وماتسمونه باللجان الشعبية ؟!
وهل إسقاط الجرعة يكون بمصادرة الممتلكات العامة والخاصة وفرض التبرعات بالقوة والسيطرة على موارد الدولة المختلفة وإغراق الوطن في الفوضى والفقر والجهل والإستبداد والوقوف حجر عثرة أمام المساعدات والدعم الخارجي الغير مشروط ؟!
وهل الدعوة إلى تشكيل حكومة كفاءات ووحدة وطنية التي كنتم تتغنون بها يكون بمضايقة هذه الحكومة ومحاصرة الوزراء ومدراء الإدارات ومحافظي المحافظات ومنعهم من القيام بواجبهم إلا بإذن منكم وتحت رحمة مليشياتكم المسلحة بعد أن تشكلت هذه الحكومة وفرح الناس بها ؟!
وهل تعزيز دور القوات المسلحة والأمن يكون باقتحام المعسكرات ونهب أسلحتها وقتل قادتها وجنودها وإهانتهم بإحلال المليشيات المسلحة مكانهم والذهاب لمحاربة مليشيات بمليشيات مثلها .. وإثارة القبائل والدفع بهم إلى المواجهة معكم حتى تلبسوهم ثوب الإرهاب وهم يدافعون عن أعراضهم وأموالهم وبيوتكم .. ومحاولة عسكرة أكبر وأكثر المحافظة اليمنية سكانا ومدنية كتعز وإب والحديدة ؟!
وهل حل القضية الجنوبية ورد الإعتبار لعدن وحضرموت وبقية المحافظات الجنوبية يكون بإصابتهم بالذهول لما حدث ويحدث من عناصركم ومسلحيكم في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات التي تسيطرون عليها وإفشال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وإرغامهم والضغط عليهم لتنفيذ أجندتكم ومطالبكم كونهم من الجنوب حتى فقدنا الثقة فيكم ولم تعد لدينا أي بارقة أمل في أنكم يمكن أن تكونوا شركاء في دولة مدنية يسودها النظام والقانون والشراكة الحقيقية في السطة والثروة إذا كانت هذه عقليتكم وأخلاقكم وهكذا تصرفاتكم بعد أن بدأ الأمل يلوح شيئا فشيئا بعد ثورة الشباب السلمية ومؤتمر الحوار الوطني ؟!
وهل تطبيق مخرجات الحوار الوطني يكون بإقصاء الجميع وفرض القوة المسلحة على الأرض وتغيب سلطة الدولة ومحاصرة القانون وإسقاط القضاء واختطاف الأمن وتعطيل كل الإتفاقات والإنقلاب عليها والسيطرة على إعلام الدولة ومواردها وتغيير معالم العاصمة التاريخية وفرض أسماء شوارعها دون توافق وطني ورفض الأقاليم وتحجيم الدور الفاعل للقوى السياسية والشبابية والنسوية ومنظمات المجتمع المدني والعودة بالوطن إلى ماقبل ثورتي 14 أكتوبر و 26 سبتمر والحنين إلى الإمامية في الشمال والمشيخات والسلطنات في الجنوب ومحاربة كل من كان له دور في التخلص من ذلك العهد القديم والإستبداد اللئيم وتشوية تاريخهم بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبت بعد تلك الثورات فأنتم اليوم ترتكبون أخطاء أبشع من أخطائهم ؟!
إنني أخاطب فيكم حب الوطن إذا كنتم تحبوه .. وإخاطب فيكم الخوف من الله إذا كنتم تخافوه .. وأتمنى أن تعودوا إلى رشدكم وتفكروا في مستقبلكم ومستقبل شعبكم وتستفيدوا من أخطاء من سبقوكم ولاتخربوا بيوتكم بأيديكم .. وتفشلوا حركتكم بأنفسكم .. وتسقطوا مشروعكم بحماقتكم وطيشكم .. فإنني والله ناصح لكم قبل فوات الأوان .. لأنني وجدت أنه لاتزال هناك رغبة حقيقة لدى جميع المكونات والفعاليات للتعاون معكم والعودة إلى الشراكة الحقيقية في بناء مستقبل الجميع وتحقيق حلم اليمنيين في بناء وطن آمن مستقر ومزدهر بالرغم من كل مافعلتموه وتفعلوه بهم من خلال حضوري لاجتماعات الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني فلا تضيعوا الفرصة وتركبوا رؤسكم وتغتروا بقوتكم وتستمروا في طيشكم فتضيعوا أنفسكم ووطنكم وشعبكم معكم ويكفي هذا الوطن من جراح ويكفي هذا الشعب من عناء وحان الوقت لسيادة قوة المنطق ولش منطق القوة .. واعلموا أن دوام الحال من المحال .. وأن الدهر يومان .. ولابد لكل ظالم من نهاية ولكل ظلم من زوال والعاقبة للمتقين ..
وفي ختام رسالتي أهمس في أذن كل واحد منكم بأن لكم من الإيجابيات الكثير ولكنكم تصمون آذانكم عن الإستماع للعقلاء والناصحين فأصبحتسلبياتكم أكثر وهي توشك أن تقضي عليكم وتنهي كل ماقد يحسب لكم فالله الله .. واعلموا أيضا أن الكثيرين قد عاتبوني في رسالتي السابقة التي أرسلت بها إلى الأخ عبدالملك الحوثي كونهم قد فقدوا الأمل في الإستجابة لصوت العقل وقد أغلظوا علي حين ختمت رسالتي بمحبكم .. ولكنني لن أفقد الأمل حبا في الوطن وفي كل أبنائه وسوف أختم رسالتي هذه أيضا
بمحبكم / صلاح باتيس ...
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها