(إنذار أخير) من الحوثيين يساوم على اجتياح مأرب

أمر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس بتشكيل لجنة برئاسة وزير الدفاع لاحتواء التوتر المتصاعد بين جماعة الحوثيين ومسلحي القبائل في محافظة مأرب النفطية، وذلك غداة توجيه الجماعة «الإنذار الأخير» للسلطات والأطراف السياسية قبل اجتياح المحافظة التي حذّر الحوثيون من أن هناك «مخططاً لتسليمها إلى تنظيم القاعدة».
وكانت الجماعة التي باتت تتحكم بمقاليد اليمن منذ سيطرتها على صنعاء في أيلول (سبتمبر) الماضي، كثّفت في الأيام القليلة الماضية حشود مسلحيها على تخوم مأرب، فيما جدّد مسلحو القبائل المحتشدون في منطقتي السحيل ونخلا تعهدهم الدفاع عن مناطقهم، ورفض أي وجود للحوثيين.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) بأن هادي أعطى تعليمات بتشكيل «لجنة للنظر في معالجة قضايا مأرب والجوف بموجب اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وذلك في ملحقه الأمني البند الرقم 5، على أن تكون برئاسة وزير الدفاع وعضوية وزيري الداخلية والإدارة المحلية»، ويشارك فيها ممثل لرئاسة الجمهورية.
جاء ذلك غداة رسالة بعث بها إلى هادي مستشاره عن جماعة الحوثيين صالح الصماد، واعتُبِرَت بمثابة «الإنذار الأخير» من قبل الجماعة التي كانت لوّحت أكثر من مرة باجتياح محافظة مأرب للسيطرة على مصادر الطاقة بذريعة حمايتها ومواجهة «التكفيريين».
واتهم الصماد أطرافاً بالسعي إلى «تأجيج الصراع في المحافظة وتمكين العناصر الإجرامية والتخريبية من السيطرة على مقدرات الوطن الحيوية»، في إشارة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون). وشدد على أن «هناك مخططاً لتسليم مأرب إلى تنظيم القاعدة»، وزاد: «بدت ملامح هذه المؤامرة من خلال التواطؤ الواضح والتغاضي عن المعسكرات التدريبية لتلك العناصر في نخلا والسحيل ومنطقة اللبنات، والتي يتواجد فيها مئات من العناصر الإجرامية المسماة قاعدة، والتي اعتدت أخيراً على كتيبة عسكرية وسيطرت على ما في حوزتها من أسلحة ثقيلة».
واتهم الصماد مسلحي القبائل بالسيطرة على مواقع «الحزمة والقاضي وقرن هيلان ونقطة النبعة ونقطة السايلة بعد انسحاب الشرطة العسكرية منها، وتراجعها إلى منطقة الكسارة تحت مبررات واهية وفي ظل صمت مريب وإهمال متعمد».
وطلب المستشار الحوثي بسرعة «ترتيب الوضع الإداري والأمني والعسكري في مأرب، خصوصاً رفع تلك التجمعات وإنهاء الحشود وحماية الأنابيب وأبراج الكهرباء». وقال إن جماعته «لن تقف مكتوفة الأيدي» إذا تم التباطؤ في تنفيذ تلك المطالب.
وكان مسلحو القبائل في مأرب احتشدوا منذ أسابيع في معسكَرَيْن على أطراف المحافظة، استعداداً لصد الزحف الحوثي الذي تمكّن من السيطرة على غالبية المحافظات الشمالية والغربية، وتوقّف على مشارف تعز جنوباً وعند حدود مأرب شرقاً، ومازال يواجه في محافظة البيضاء مقاومة عنيفة من عناصر «القاعدة» المدعومين بمسلحي قبائل «قيفة» المناهضة للجماعة.
إلى ذلك، أفادت مصادر قبلية أمس بمقتل اثنين من مسلحي الجماعة وإصابة ثلاثة بانفجار عبوة استهدفت دورية لهم في منطقة الوثبة القريبة من مدينة رداع ثاني مدن محافظة البيضاء (جنوب صنعاء).
المصدر: الحياة اللندنية
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها