محمود الصبيحي لغز حير عقول محبيه

نفى مصدر عسكري رفيع أن تكون جماعة الحوثي أجبرت وزير الدفاع المستقيل، اللواء الركن محمود الصبيحي، حضور الحفل الذي أقامته، مساء الجمعة الماضي، في القصر الجمهوري بالعاصمة، لإصدار ما اسمته بـ"الإعلان الدستوري"، الذي وجه بمعارضة محلية وخارجية كبيرة.

و قال لـ"الشارع" المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "اللواء الصبيحي شارك في ذلك الحفل بقناعته الشخصية، ولا يمكن لجماعة الحوثي أو غيرها إجبار مسؤول عسكري كبير بهذا الحجم على المشاركة في حفل هو لا يريد المشاركة فيه".

و أضاف المصدر: "جرت مفاوضات بين جماعة الحوثي واللواء محمود الصبيحي، وعرضت عليه تكليفه بالقيام بأعمال وزير الدفاع وتعيينه رئيساً للجنة الامنية العليا التي أعلنت تشكيلها مساء الجمعة. والصبيحي طرح شروطاً على الجماعة وهي وافقت عليها. وحسب معلوماتنا أن الصبيحي اشترط على الجماعة أن يكون الأمر أمره هو، واشترط على الجماعة عدم التدخل في صلاحيته أو فرض أي أمر عليه، وعدم القيام بأي شيء من دونه أو بدون موافقته".

و حضر الصبيحي حفل إصدار "الإعلان الدستوري" الحوثي وهو يرتدي ملابس مدنية تقليدية؛ حيث شوهد في صدر الصف الأول، ما أدى إلى تضارب ردود الفعل وتسرب معلومات عن كون جماعة الحوثي أجبرته على ذلك.

و قال المصدر: "حضر هذا الحفل عدد من المسؤولين العسكريين، على رأسهم قائد المنطقة العسكرية الأولى، وقائد المنطقة العسكرية السادسة، وقائد قوات الاحتياط، وقائد القوات الجوية، إضافة إلى وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة، ورئيس جهاز الأمن السياسي، ومسؤولين عسكريين وأمنيين ومدنيين أخرين".

على صعيد متصل، قال لـ"الشارع" مصدر عسكري ثان رفيع المستوى إن اللواء الصبيحي "يحظى باحترام كبير من قبل الجميع، بمن فيهم جماعة الحوثي، التي وافقت على مطالبة وشروطه" التي طرحها لاستمراره في القيام بمهام وزير الدفاع في هذه الفترة.

و فيما نفى المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن يكون الصبيحي معتقلاً أو يقوم بمهامه مكرهاً تحت التهديد والضغط من قبل الحوثيين؛ أفاد بأن "هناك ضغوط على اللواء الصبيحي كي يقبل تولي رئاسة المجلس الرئاسي المرتقب تشكيله".

و قال المصدر: "هناك إجماع على تولي الصبيحي رئاسة المجلس الرئاسي، وهذا الاجتماع قائم لدى جماعة الحوثي، والمؤتمر الشعبي العام، وأحد سفراء الدول الكبرى طرح ذلك على الصبيحي، كما طرح عليه هذا الأمر مسؤول أممي وشخصيات سياسية يمنية في الداخل والخارج؛ لكن الصبيحي رفض ذلك، وقال لهم إنه لا يستطيع القيام بأكثر من منصب وزير الدفاع".

وأضاف: "الصبيحي يحظى بدعم من قبل حزب المؤتمر ورئيسه ويحظى باحترام واسع داخل الجيش، وينظر إليه بأنه الأكثر حظاً للعب دور المنقذ لليمن، وقدمت له التزامات بأن ينفذ الحوثيون كل ما ينجح مهمته القادمة، لكنه ما زال يرفض الأمر".

و قال المصدر: "هناك ضغوط وإجماع على اللواء محمود الصبيحي أن يقبل تولي رئاسة المجلس الرئاسي؛ كونه شخصاً يحظى بقبول شعبي، وهو مستقل ولا ينتمي إلى أي طرف؛ غير أن الصبيحي يرفض ذلك؛ إذ لا يريد تحمل المسؤولية في هذا الطرف الصعب والحساس من تاريخ اليمن.

و قال مقربين منه إن الوضع صعب ومعقد، وأن لا يريد، في حال انهارت الأوضاع في اليمن، أن يتحمل أي مسؤولية تاريخية عن هذا التدهور الذي لم يكن مسؤولاً عنه أو متسبباً فيه.

و اضاف: "الصبيحي يقول إنه لابد من تكاتف جهود الشرفاء في اليمن لمنع انزلاق اليمن نحو المرحلة الأخيرة من الفوضى والانهيار".

من جانب أخر، أكد لـ"الشارع" مصدر أمني رفيع أن الدكتور علي حسن الأحمدي استقال من رئاسة جهاز الأمن القومي، احتجاجاً على تطورات الوضع، والإعلان الذي أصدرته جماعة الحوثي، الجمعة الماضي، وخولت فيه نفسها إدارة البلاد وتشكيل مجلس انتقالي ومجلس رئاسي من أجل ذلك.

و قال المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إن الدكتور الأحمدي قدم استقالته من رئاسة جهاز الأمن القومي، ورفض تعيين جماعة الحوثي له عضواً في ما أسمته "اللجنة الأمنية العليا"، برئاسة القائم بإعمال وزير الدفاع، اللواء الركن محمود الصبيحي.

و أضاف المصدر: "الأحمدي استقال من ذات نفسه لأنه مش مقتنع بما يجري. والأن يقوم أحد وكلاء جهاز الأمن القومي بإدارة الجهاز".