خلافات تعصف بجماعة الحوثي عقب وصول الرئيس هادي عدن

اهتمت الصحف السعودية، اليوم الأحد، بالأوضاع في اليمن، وأكدت أن خروج هادي من صنعاء إلى عدن وضع الحوثيين في ورطة وبعثر أوراقهم، مشيرة إلى أن هناك احتمالات بحدوث انشقاقات داخل الجماعة الحوثية.
فصحيفة «الوطن» السعودية قالت إن خروج هادي من قصره في صنعاء وكسره للحصار المفروض عليه منذ شهور شكّل متغيرا جديدا وخلط كثيرا من الأوراق والحسابات التي لا ثابت فيها إلا سوء نية الحوثيين، بدليل أنهم ما إن سمعوا بمغادرة الرئيس هادي للقصر حتى أدخلوا ميليشياتهم إليه لتشتبك مع حراسه وتنهبه وتعيث فيه خرابا.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم، أن الرئيس الشرعي صار في مأمن من سطوة الحوثيين، وثمة أنباء تقول إن فريقه تجمع في قصر «المعاشيق» التابع للرئاسة اليمنية في عدن لمعاودة نشاط أعمال الرئاسة.
واعتبرت أن ذلك الأمر يضع الحوثيين في ورطة غير متوقعة، خاصة بعد ما قيل عن رفض محمد علي الحوثي قرار إقالته من رئاسة ما يدعى بـ «اللجنة الثورية العليا»، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن الحوثيين يواجهون احتمال حدوث انشقاق وإن كان جزئيا إلا أنه مؤثر.
وأردفت قائلة: «ولو أضيف إليه عدول الرئيس الشرعي عن استقالته – إن حدث – التي كانت خياره الوحيد حينها، وعودته إلى ممارسة مهماته، لوجد الحوثيون أنفسهم بمواجهة قوى لا يسيطرون عليها ولا يستطيعون الوصول إليها على المدى المنظور، إلا إذا قرروا استكمال انقلابهم العسكري وتوجهوا إلى عدن، والأرجح أنهم لن يفعلوا، لأنهم يعرفون أن ذلك انتحار يقضي على أحلامهم ويؤدي إلى كارثة».
وفيما تحدثت الصحيفة عن أن هناك معلومات غير مؤكدة عن إرسال الحوثيين مجموعات منهم على شكل أفراد غير مسلحين يقدر عددهم بالمئات تحسبا لإمكان انطلاقهم للسيطرة على عدن، أوضحت أن حدوث ذلك يعني توسع حربهم التي يصعب على أعدادهم أن تغطي مساحاتها، لافتة إلى أن دخولهم إلى عدن لن يكون بسهولة دخول صنعاء، فالمعطيات اختلفت كثيرا، والأسلوب الحوثي بات مكشوفا، وأهل عدن وما حولها أدرى بشعابها.
من جانبها قالت صحيفة «عكاظ» إن المواطن اليمني يعاني ويكابد تبعات الهيمنة الميليشاوية الحوثية من خلال الانقلاب على الشرعية، واستبدالها بشرعية جديدة سميت بـ «اللجان الثورية» والتي أدخلت اليمن في نفق العزلة الإقليمية والدولية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها المعنونة بـ «الحوثيون والعزلة»: «تتحدث إلى أحد القيادات الحوثية وتحسبه عاقلا ومتعلما فيما يتعلق بالعزلة الدولية والإقليمية وعواقبها، التي فرضت على اليمن نتيجة للانقلاب الحوثي وتشرح له خطورتها، تتفاجأ بحديثه الصادم وهو يقول: هذا انتصار «للثورة» -على حد زعمه- وبحسب الإملاءات الإيرانية له».
وبيّنت الصحيفة السعودية أن تلك القيادات الحوثية وغيرها من المغرر بهم تناست أن الأوضاع الاقتصادية في اليمن منذ العام 2011م شبه منهارة، لولا وقوف الأشقاء إلى جانب اليمن، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
وأردفت: «فكيف بنا اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي المتسارع؟ وتناست تلك القيادات أنها مرتهنة للخارج أكثر من غيرها، بل أنها جزء من المشروع الإيراني في المنطقة! يبدو أن خيارات الحوثيين في مواجهة العزلة المحلية والدولية محدودة خاصة مع استعصاء مأرب المنتجة للنفط والغاز والمولدة للكهرباء، واستعصاء تعز والجنوب، خاصة أن هذه الجماعة لا تعتمد إلا على العنف والسلاح».
ولفتت إلى أن إيران وروسيا لن تستطيعان الوقوف أمام إرادة الشعب اليمني؛ كون الحبل بدا يلتف على رقبة الحوثيين بسبب نهوض الشعب اليمني في مقاومة ذلك المد الإيراني الطائفي في اليمن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها