عاصفة حزم.. شعبية ضد الحوثيين تتشكل على الارض !

مع اعلان دول التحالف العربي انتهاء عاصفة الحزم وتوقف عملياتها العسكرية في اليمن بعد تحقيق اهداف العاصفة التي انطلقت في 26 من مارس المنصرم تبادرت الى الأذهان الصورة التي سيبدو عليها مستقبل اليمن في ضوء عدم الوضوح في الطريقة التي انتهت بها العملية والظروف المتصلة بقرار ايقافها خصوصا وأن المؤشرات على توقف الغارات كانت شبه منعدمة وعزز منها تصريحات لعدد من المسؤولين الخليجيين اشارت في مجملها الى ان العملية مستمرة وكان اخرها تصريح السفير السعودي في واشنطن قبل يومين بأن لا توقف للعاصفة والغارات الجوية حتى تتحقق اهداف العاصفة بانصياع المتمردين الحوثيين ومليشيات الرئيس المخلوع صالح لقرارات مجلس الامن المتعلقة بتسليم الأسلحة والانسحاب من المدن والمحافظات والعودة الى طاولة المفاوضات لتدشين عملية سياسية بناء على المبادرة الخليجية لليمن واليتها التنفيذية .
وكان الناطق باسم عاصفة الحزم العميد احمد عسيري قد اكد يوم امس في ايجازه الصحفي اليومي انتهاء عمليات عاصفة الحزم واطلاق التحالف العربي لعملية اخرى اطلق عليها اسم " عملية اعادة الامل " وحدد لها ثلاثة اهداف هي تعزيز مسارات العمل السياسي والتركيز على اعمال الاغاثة الانسانية لليمن وهدف ثالث يتعلق بالعمليات اللوجستية ومنع التحركات الميدانية للمليشيات الحوثية في المحافظات " .
ورغم ان حدث توقف العاصفة انطوى على كثير من الالتباس والمفاجأة الا ان اليمنيين يرون ان مسألة تخليص اليمن من سلطة المليشيات المسلحة تقع على عاتقهم اولا واخيرا وبدو للوهلة الاولى في حالة تحصين كبيرة ضد الانصدام بقرار ايقاف العمليات العسكرية لعاصفة الحزم والتي يقودها تحالفا عربيا عريضا منذ نحو شهر ضد المليشيات الحوثية وجماعة الرئيس المخلوع صالح .
وتشهد الكثير من محافظات ومدن اليمن تشكل حركات تحرر مسلحة مناهضة للمتمردين الحوثيين بدأت تأخذ اسم " المقاومة الشعبية " وتقوم بعمليات عسكرية ضد المتمردين وتخوض معهم اشتباكات ومواجهات شرسة وعنيفة .
وتمتاز هذه المقاومة بانطلاقها من عمق المجتمع اليمني البسيط والتواق للتحرر من حكم المليشيات المسلحة ، وتجاوزها لفكرة الأيديولوجيا واللون الجغرافي وهي في تصاعد ويزداد زخم عملياتها العسكرية والمنخرطين في صفوفها من مختلف الاوساط والطبقات الاجتماعية والشعبية .
ويتجلى اليأس في محاولات الحوثيين لحصر هذه المقاومة ضمن نطاق جغرافي تارة ومذهبي تارة اخرى ؛ باندلاع هذه المقاومة على امتداد البلاد كعدن والضالع وأبين وشبوة ولحج الجنوبية ، وتعز واب الواقعتين في منطقة الهضبة الوسطى ، وايضا الجوف ومارب اللتان تقعان في شرق العاصمة اليمنية صنعاء ويواجه المتمردين الحوثيين فيها مقاومة تنتمي في الكثير من تشكيلاتها المسلحة للسلالة الهاشمية التي يدعي المتمردون الانتساب اليها ويسعون لاظهارها في خانة المظلومية والاستهداف واختزالها فيهم دون سواهم من اليمنيين .
ومع اعلان دول التحالف العربي انتهاء عمليات عاصفة الحزم في اليمن بادر الكثير من قيادات ورجال المقاومة الشعبية في اكثر من منطقة الى التأكيد على ان الشعب اليمني اختار طريق الحرية والمقاومة للمتمردين الحوثيين وحلفائهم وان العمليات العسكرية للمقاومة الشعبية غير مرهونة بعاصفة الحزم داعين دول التحالف الصديقة الى الاستمرار في فرض الحظر الجوي والبحري على اليمن حتى استكمال تحرير البلاد من المليشيات المسلحة وتفاديا لمساعي اعادة تسلحيها من رعاتها الاقليميين والدوليين .
واكد بيان صادر عن المقاومة الشعبية في مدينة تعز اليوم عزم المقاومة على الاستمرار في الكفاح المسلح ضد المتمردين الحوثيين حتى تحرير المدينة واليمن وتخليصهما من شرورهم ، كما أبدت المقاومة في عدن والضالع وشبوة و مارب نفس الرغبة عبر تصعيد عملياتها الميدانية ومواصلة استهداف المتمردين وخوض مواجهات شرسة وعنيفة معهم .
وتعكس حماسة رجال المقاومة في الميادين مدى الرغبة الجماهيرية في الخلاص من سلطة الحوثيين واستعادة الدولة من قبضتهم وهي تكشف صورة مدهشة لشعب قرر خوض معركة التحرر من المليشيات المسلحة فيما هو يعيش ظروفا انسانية ومعيشية في غاية السوء والتدهور .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها