مبادرة لعلي سالم البيض في الرياض لانهاء الازمة اليمنية
عدن بوست: يرى كثيرون أن الزيارة التي بدأت، الإثنين، للرئيس السابق لليمن الجنوبي، علي سالم البيض، إلى الرياض، تكرّس مرحلة إعادة ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية في الجنوب، نظراً لما يمثله البيض جنوباً، ولأن الزيارة تأتي في سياق سلسلة لقاءات رفيعة المستوى تستضيفها العاصمة السعودية لرموز جنوبية، في إطار البحث عن حلول لا بد أن يكون الجنوب حجر الزاوية لها.
وعلمت "العربي الجديد" أن البيض يحمل مبادرة لطرحها على القيادة السعودية، تقوم على قاعدة أن الوضع اليمني منقسم اليوم إلى معادلة شمال/جنوب، بالتالي لا بد أن يكون أي حل مراعياً لصيغة شمال/جنوب أيضاً. كما تنطلق المبادرة، التي تتحفظ أوساط البيض على الكشف عن تفاصيلها، من واقع أن المزاج العام في الجنوب اليوم، هو "ميدان حراك"، في إشارة إلى الحراك الجنوبي الانفصالي.
وتشير مصادر "العربي الجديد"، في هذا السياق، إلى أن الجهود الحقيقية و"الرسمية" في ما يتعلق بما يمكن أن يؤديه الجنوب في سياق إنهاء المفاعيل الانقلابية والحرب اليمنية معاً، تدور في فلك السعودية التي تلفت مصادر إلى أنها بعيدة، لا بل تتحسّس، من أي اتصالات خليجية أخرى في اتجاه الرموز الجنوبيين.
وإذا كانت الزيارة الرسمية للبيض إلى الرياض الأبرز سياسياً، إلا أن الحدث البارز الآخر، تُرجم بإشهار تشكيل مجلس المقاومة في عدن، بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي، والرئيس عبدربه منصور هادي. الحدثان يرى فيهما كثيرون "أهم ما قام به أهل الجنوب، في أهم مرحلة سياسية يمر بها الجنوب واليمن والإقليم"، لأن الخطوتين تؤسسان لتحالفات استراتيجية جديدة. في المقابل، يرى مقربون من البيض أن زيارته للرياض تُعَد نصراً سياسياً له، لا سيما بعدما بدا أن الأخير فكّ ارتباطه السياسي بإيران، وهو ما ترجم بخروجه سياسياً من خلال مؤسساته من الضاحية الجنوبية لبيروت، عقر دار حزب الله. كل ذلك يُضاف إليه واقع أن البيض كان أول قيادي صاحب شعبية في الجنوب، يؤيّد عاصفة الحزم، بعد أسبوع من انطلاقتها، ويرفض جواز السفر الدبلوماسي الذي قرر الحوثيون تزويده به.
يعتبر مراقبون جنوبيون أن خارطة التحالفات تتغير بسرعة في الجنوب، وأن هناك محاولة لأطراف جنوبية للملمة الشارع السياسي بما يتناسق وتطلعات المناوئين لانقلاب الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح. وهذه الزيارة تأتي بعد زيارات قامت بها قيادات جنوبية إلى الرياض وعقدت لقاءات، سواء مع الرئاسة اليمنية ممثلة بالرئيس هادي، ونائبه، رئيس الوزراء خالد بحاح، أو لقاءات مع مسؤولين سعوديين وخليجيين، فضلاً عن قيادات في التحالف العربي، مع توارد أنباء عن إمكانية عقد لقاء جنوبي، يضم كل القيادات المتواجدة في الرياض. لقاء فكرته ليست بجديدة، إذ كانت مطروحة جدياً منذ بدء مسلسل انقلاب الحوثيين في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتزامنت زيارة البيض مع ما بدا أنه توحيد لجهود أنصار الشرعية في الجنوب، إذ تأسّست نواة جبهة عريضة لما يُسمى "المقاومة الشعبية"، من خلال إشهار "مجلس المقاومة في عدن"، والذي ضم كل الأطياف التي تحارب الحوثيين وحلفاءهم، بإشراف من هادي. ويقوم المجلس بالتنسيق مع التحالف، وهو ما يشير إلى أن المجلس انتقل من العمل العشوائي إلى العمل المنظم، وهو ما كانت تحتاج إليه قيادة التحالف العربي، لا سيما أنها طوال الفترة الماضية عانت من الوضع العشوائي في صفوف المسلحين الجنوبيين المؤيدين للشرعية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها