«الحوثيون» يمنعون دخول الأدوية إلى اليمن و«أطباء بلا حدود» تحذر من كارثة كبرى

رفضت عناصر ميليشيا «الحوثي» التي تسيطر على منفذ الطوال الحدودي استقبال شحنات من الأدوية قادمة إلى اليمن من السعودية عبر المنفذ، حسبما أعلنت مصادر محلية.
واشترط «الحوثيون» إدخال المساعدات عبر مطار صنعاء أو مطار صعدة أو مطار الحديدة.
يأتي ذلك في ظل تراجع مخزون الأدوية داخل البلاد نتيجة عدم إدخال أي كميات جديدة من الأدوية، مع تدني مخزون أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والقلب وأمراض السرطان وغيرها من الأدوية.
هذا وحذرت 22 وكالة إغاثة تعمل في اليمن من أن برامجها قد تنتهي ما لم تفتح الطرق البرية والمائية والجوية للسماح باستيراد الوقود، حيث يواصل التحالف العربي الذي تقوده السعودية غاراته ضد «الحوثيين» منذ 26 مارس/آذار، استجابة لطلب الرئيس اليمني« عبدربه منصور هادي» لإعادة الشرعية الدستورية للدولة.
وقال بيان لمنتدى «الأمم المتحدة» والمنظمات الدولية غير الحكومية في اليمن، إن الصراع الجاري على الأرض في الفترة الماضية وحتى الآن، يعيق الواردات في البلد الفقير الذي أصبح نحو 20 مليون شخص فيه، بما يعادل 80% من سكانه جوعى أو يعانون من «انعدام الأمن الغذائي» وفقا للعاملين في مجال الإغاثة.
وأصاب نقص الوقود في اليمن المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، وقال برنامج الأغذية العالمي إن احتياجاته الشهرية من الوقود باليمن قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
بدوره، قال «إدوارد سانتياجو» المدير الإقليمي لهيئة إنقاذ الطفولة في اليمن، في البيان رسمي إن «ملايين الأرواح في خطر، خاصة الأطفال، وقريبا لن نتمكن من الاستجابة».
من جهة أخرى، أشارت «ماري إليزابيث إينغرس» رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود» في اليمن؛ أن الصراع القائم في مختلف أنحاء البلاد في حرب شوارع وقصف، وأنه ومنذ يوم 19 مارس/آذار، تلقت البعثة أكثر من 800 جريح في المستشفى التابع لها في هذه المدينة في جنوب اليمن، ومع تكثيف الاشتباكات لم يعد بإمكان المصابين الوصول إلى المستشفى.
وأضافت: «الوضع الإنساني كارثي على مختلف الأصعدة: وفي مجال الصحة بطبيعة الحال مع عدد الجرحى والنساء الحوامل اللاتي لا يجدن مكانًا لوضع مواليدهن، والمرضى الذين لم يعد بإمكانهم الحصول على العلاجات المعتادة، واليوم، قطعت المدينة بحواجز يسيطر عليها مسلّحون ويعلو القناصة أسطح بعض المباني، وبات من الصعب الحصول على الغذاء والمساعدات الغذائية نادرة، وهناك أيضا مشاكل في الماء».
وقالت: «نواجه نحن صعوبات لتقديم المساعدة؛ إذ تمنعنا الجماعات المسلّحة من الوصول إلى بعض المناطق وللأسباب نفسها، لا نتمكّن من تمرير الأدوية كما أنّ بعض شاحناتنا موقوفة من قِبَل الجماعات المتحالفة مع الحوثيين ونتفاوض لنفهمهم بأنّ (أطباء بلا حدود) تهتم بالجرحى جميعهم دون أي اعتبارات سياسية. وقد أصبحت المشكلة اليوم أكثر خطورة؛ إذ يموت الجرحى لنقص العلاج بسبب عدم تمكّنهم من اجتياز الحواجز».
وأوضحت «إينغرس» أن البعثة طالبت قبل ثلاثة أسابيع مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر- بهدنة إنسانية في عدن للتمكن على الأقلّ من أخذ الجرحى والقتلى؛ ولكن الأمور لم تسر على ما يرام، مشيرة أن البلاد بأكملها في حاجة إلى مساعدات إنسانية وأن الشعب اليمني في حاجة إلى مساعدات إنسانية قبل بداية هذا الصراع.
وحذرت من أنه وبلا وقود وبلا غذاء وبلا ماء مع استمرار القتال فإن أزمة إنسانية كبرى ستحدث، لافتة أن هناك القليل من المخزون ولكن الوضع لا يكفّ عن التدهور.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها