أسرتا يمنيين اثنين قتلا في غارات لطائرات بدون طيار ترفعان دعوة قضائية ضد الولايات المتحدة

رفعت أسرتا اليمنيين الاثنين اللذين لقيا مصرعهما في غارة لطائرات أمريكية بدون طيار في عام 2012 دعوة قضائية أمام المحكمة الفدرالية في واشنطن، حيث طالبتا الحكومة الأمريكية بالاعتراف "بعملية قتلهما غير المشروعة ".
بدلا من السعي للحصول على أي إعانة نقدية، أفادت الوثيقة المؤلفة من 43 صفحة بأن أسرتي سلام بن علي جابر ووليد بن علي جابر حاولتا اختراق حالة التكتم التي أحاطت بالغارات التي شنتها الولايات المتحدة بطائرات بدون طيار خارج البلاد منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
كما استشهدت الدعوى القضائية، التي رفعت في وقت متأخر من يوم الأحد، بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أبريل الماضي بالاعتذار علنا عن غارة أخرى بطائرات أمريكية بدون طيار أسفرت عن طريق الخطأ عن مقتل شخصين غربيين تحتجزهما جماعة القاعدة المتطرفة في باكستان كرهينتين، أحدهما أمريكي والآخر إيطالي. وطلبت الدعوة القضائية من إدارة أوباما معاملة الأسرتين اليمنيتين بنفس الطريقة.
وذكرت الدعوة القضائية "هناك سؤال بسيط يأتي في قلب الدعوى"، مضيفة "لقد اعترف الرئيس الآن بمقتل أمريكيين وإيطاليين أبرياء في غارات بطائرات بدون طيار، لماذا الأسر المكلومة لليمنيين الأبرياء أقل استحقاقا لمعرفة الحقيقة؟".
وأفاد مكتب الصحافة الاستقصائية ، وهو مؤسسة غير ربحية، بأن إدارة أوباما نفذت أولى غاراتها بطائرات بدون طيار بعد فترة قصيرة من تولى أوباما لعمله الرئاسي في عام 2009. غير أن ثمة تقارير عن أن "مسلحين" قاموا ، كما قال المكتب، بقتل 14 مدنيا على الأقل في ذلك اليوم.
ونظرا لكون الحكومة الأمريكية قد أبقت على جميع المعلومات تقريبا التي تخص الهجمات بطائرات بدون طيار في طي الكتمان، لم يتم الكشف علنا عن عدد الضحايا المدنيين.
ورغم السرية التي أحاطت ببرنامج الطائرات الأمريكية بدون طيار، إلا أن مكتب الصحافة الاستقصائية قدر، بعد التأكد من وسائل الإعلام المحلية، بأنه في باكستان وحدها، لقي ما يتراوح بين 423 إلى 962 مدنيا، من بينهم ما يتراوح بين 172 و207 أطفال، مصرعهم.
وفي تحرك غير مسبوق في أبريل الماضي، اعتذر أوباما علنا لأسرتي المواطن الأمريكي وارن وينشتاين والمواطن الإيطالي جيوفاني لو بورتو، وهما رهينتان قتلا في عملية لمكافحة الإرهاب في يناير الماضي.
وفي خطابه التليفزيوني، قال أوباما، وهو يصف مقتلهما بأنه "أمر مؤلم"، قال إنه يعرب عن أسفه العميق لما حدث، متعهدا بإجراء تحقيق في مقتل الرهينتين.
وأضاف أن" أحد الأمور التي تجعلنا استثنائيين هو رغبتنا في مواجهة عيوبنا بشكل مباشر والتعلم من أخطائنا".
غير أنه بعد ستة أعوام ونصف أعوام في الرئاسة، لم يواجه أوباما قط أخطاء الإدارة باعتذار ، وطالب تحالف من الجماعات الدولية لحقوق الإنسان والحقوق المدنية في مايو الماضي إدارة أوباما بعدم ممارسة التمييز ضد ضحايا مدنيين أخرين لهجمات بطائرات بدون طيار.
وذكر التحالف في رسالة مفتوحة "نكتب لنحث إدارتكم على اعتماد نفس النهج تجاه جميع الغارات الأمريكية الأخرى الخاصة بمكافحة الإرهاب التي أصيب أو قتل فيها مدنيون بغض النظر عن جنسياتهم".
المصدر: (شينخوا)
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها