تقدم المقاومة بعدن بداية انهيار الانقلاب الحوثي

أشاع نجاح المقاومة الشعبية في استعادة مطار عدن الدولي، والمعسكرات المحيطة به، جوا من التفاؤل في نفوس اليمنيين الذين ينتظرون اليوم الذي تندحر فيه مليشيا الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي صالح، وبناء دولة وطنية ديمقراطية.
اعتبر محللون يمنيون تمكن المقاومة الشعبية من السيطرة على مطار عدن الدولي، والمعسكرات المحيطة به، بداية لانهيار الانقلاب على الشرعية، وبدء مسلسل هزائم مليشيا الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ووفق مصادر المقاومة في عدن، فإن معركة الحسم "بدأت، بعملية السهم الذهبي التي حظيت بدعم جوي وبحري من التحالف العربي، وشهدت إنزال قوة يمنية مدربة مدعومة بعشرات المدرعات العسكرية لتطهير مدن المحافظة، خصوصا كريتر والمعلا والتواهي، التي بات تحريرها وشيكا".
وقال الكاتب الصحفي، محمد سعيد الشرعبي، إن "انتصارات المقاومة الشعبية في عدن وقبلها في الضالع، وقريبا في محافظة تعز، تعد أمورا متوقعة للتضحيات التي يبذلها رجال المقاومة الشعبية في معارك الدفاع عن وطنهم، وكرامة شعبهم".
وأكد أن "انتصار المقاومة في عدن سوف يتحقق في كل أنحاء اليمن، بعدما عجزت سلطة الانقلاب عن مصادرة حق الشعب اليمني في رفض الركوع لعصابات مسلحة فاشية تقتل مخالفيها، وتبطش بكل اليمنيين بمختلف توجهاتهم".
واعتبر الشرعبي أن "الانتصارات المستمرة للمقاومة الشعبية اليمنية، هي بداية لحسم معركة الخلاص الوطني من طغيان المليشيات الانقلابية التي تقتل الأبرياء، وتسببت في تدمير كل شيء في البلاد".
ميزان القوى
من جانبه، اعتبر مدير تحرير صحيفة "المصدر" عبد الحكيم هلال تقدم المقاومة بعدن "مؤشرا مهما لبداية مرحلة جديدة من معركة مواجهة الانقلاب الحوثي، وستفضي حتما إلى تحول طبيعي في موازين القوى على أرض الميدان لمصلحة المقاومة الشعبية وسيعمل على انهيار معنويات المليشيات الحوثية وعصابات المخلوع صالح، عوضا عن أن الانهيار الحاصل لهذه المليشيات ينبئ عن وصولها إلى نهاية الطريق الذي بدأته عبر حروبها التوسعية الداخلية".
وأضاف أن "قوى الانقلاب الحوثية ظلت مؤخرا، وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على المعارك، غير قادرة على تحقيق أية انتصارات ميدانية، في الوقت الذي كانت فيه قوات الجيش الوطني، المسنود بالمقاومة الشعبية، تتقوى وترتب صفوفها، وتستفيد خبرات ميدانية أكثر بجانب دعمها من قوات التحالف وإمدادها بالسلاح النوعي، وانهاك قوة الحوثيين عبر القصف الجوي".
أما المحلل السياسي ياسين التميمي، فيقول "مرحلة الحسم قد بدأت، وتحرير عدن من سيطرة الحوثيين وقوات صالح، يعني الكثير بالنسبة لليمنيين المؤمنين بمشروع الدولة اليمنية الموحدة والديمقراطية، واستعادة مدينة إستراتيجية كعدن تضع الانقلابيين في مأزق كبير".
خيارات الحوثيين
وأوضح التميمي أن هدف الانقلاب على السلطة الشرعية "كان قد جرى تغليفه بأهداف وطنية ودولية، عندما ادعت المليشيات الحوثية الجهوية والطائفية أنها تقاتل ضد الأقلمة والتقسيم والانفصال وتقاتل التكفيريين والدواعش والقاعدة".
وتابع "تحرير عدن عطل كل الذرائع الحوثية، وأصبحوا أمام خيارين كلاهما سيئ ومآله الفشل، إما الحرب حتى آخر رصاصة دفاعا عن معقلهم في صنعاء، وهذا سيظهرهم كطغمة انفصالية وطائفية وسيؤلب عليهم اليمنيين جميعا، أو سيرضخون لقرارات مجلس الأمن" ولكن إن جاء هذا الموقف متأخرا فإنه لا ثمن سياسيا مناسبا سوف يحصلون عليه.
ومن وجهة نظر التميمي، فإن "الحرب في اليمن لها تقاطعات إقليمية مهمة، ومصير المعركة يجب أن يتفق مع الأهداف الإستراتيجية للتحالف العربي بقيادة السعودية، التي لن تقبل بأنصاف الحلول لأن هناك أعداء متوثبين ويمكن أن يعودوا إلى اليمن من النافذة الطائفية السيئة نفسها".
المصدر : الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها