هل تحولت العلاقة بين إيران والسودان من الصداقة إلى التوتر والخلاف؟

أدت مشاركة السودان بعملية إعادة الأمل للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن إلى إثارة غضب إيران، التي وجهت انتقادات شديدة للسودان.
واعتبر محللون سودانيون انتقادات إيران لبلادهم بسبب مشاركتها في قوات التحالف العربي في اليمن تهديدا مبطنا يعكس حال العلاقة بين البلدين، بعد فشل المحاولات الإيرانية المتكررة لجر السودان إلى معسكرها بهدف كسب عمق مؤثر في الوطن العربي والبحر الأحمر.
ويربط هؤلاء بين انتقال إيران من "محور الشر" إلى الصداقة مع الغرب بعد الاتفاق النووي، ويرون أن ذلك "فتح شهية طهران لتهديد المحور العربي الذي يمانع توسعها في المنطقة".
كما يرى محللون تحدثوا أن إغلاق السودان المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم وكافة المدن السودان في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وطرد القائمين على أمرها بتهمة "التبشير بالمذهب الشيعي"، يمثل "البداية الحقيقية لانتقال العلاقة السودانية الإيرانية إلى خانة الخلاف"، وفقا للجزيرة نت.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد انتقد السودان السبت الماضي لانضمامه إلى التحالف العربي في اليمن، وقال إنه "لن يجديه نفعا، وذلك بعد مرور أسبوع على وصول قوات سودانية إلى ميناء الزيت بعدن للمشاركة في قوات التحالف العربي للمشاركة في استعادة الشرعية في اليمن.
ورأت الحكومة السودانية عدم مجاراة الجانب الإيراني في رسائله، حيث اعتبر مسؤول سوداني فضل عدم الكشف عن اسمه أن إيران "تسعى لالتهام المنطقة بأسرها، والحكومة السودانية ترى عدم الخوض في أي مساجلات مع طهران وهي تعلم دورها في المنطقة وليست بحاجة إلى نصائح منها".
وأضاف "تعتقد طهران بعد تقاربها الجديد مع الغرب أن بيدها تركيع وهدم كل المنطقة برغبة الغرب حينا وغض طرفه عن ممارساتها أحيانا"، معتبرا أن دبلوماسية العصا التي ترفعها إيران حاليا لن توقف تعاون السودان مع محيطه العربي والإسلامي.
وفي تقييمه للموقف، قال المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إن "هدف إيران فتح باب للغرب عبر السودان، وبالتالي فإن مناهضته لمشروعها يدفعها للحديث بلهجة غير دبلوماسية، وتبدل الحال الإيراني من كونه العدو الأول للغرب إلى الصديق سيسمح لطهران بالكشف عن إستراتيجيتها غير المعلنة، لذلك فهي غير مستعدة لفقدان السودان بهذه السهولة".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها