أسباب صمود الحوثيين في القتال باليمن لمدة (8) أشهر

رغم إعلان مسؤولين بقوات التحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية عن تدمير أغلب عدة وعتاد الحوثيين وقرب الوصول لمعركة الحسم في اليمن، وآخرها تصريحات المتحدث باسم التحالف عن تدمير 80 % من الأهداف الاستراتيجية للميليشيات، إلا أن استمرار المعارك في أكثر من جبهة لمدة تتخطى ثمانية أشهر تثير التساؤلات حول دقة تلك التصريحات، وكيفية تمكن الحوثيين من الاستمرار في القتال حتى الآن، رغم الحصار المفروض عليهم بحراً وجواً، وكيف يمكن إنهاء الصراع الحالي، وكسر شوكة الحوثيين؟
تدمير 80 % من الأهداف الاستراتيجية للحوثيين
حول قوة ميليشيات الحوثيين وما تعرضت له جراء الحرب التي يشنها التحالف العربي عليها، أكد العميد أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف العربي، تدمير أكثر من 80 % من الأهداف الاستراتيجية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، مثل صواريخ سكود والطائرات، وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي يمكن أن يكون لها تأثير على العمق السعودي.
ورفض "عسيري" خلال مداخلته مع برنامج "يا هلا" مع قناة روتانا خليجية، الأحد، القول بأن قوات التحالف "طولت" في عملياتها العسكرية المستمرة منذ ثمانية أشهر، قائلًا: "طولنا" نسبة إلى ماذا؟ وقال: "نحن نخوض عمليات عسكرية ضد ميليشيات ليست قليلة العدد والعدة". لافتاً إلى أن "جزءاً كبيراً من الجيش النظامي الذي يقع تحت سيطرة المخلوع، وهو الحرس الجمهوري، وقوات الأمن المركزي التي كانت تقوم على حماية صالح، تشارك في العمليات الآن بشكل مركز".
وحول حصول الحوثيين على أسلحة، قال "عسيري": نحن "لا نذيع سراً إذا قلنا إن ما يوجد لدى الجيش اليمني من الإمكانات، التي استولت عليها الميليشيات الحوثية، يفوق بعض الدول العربية من ناحية النوعية والعدد". وتابع: أن "الأسلحة التي ما زالت الميليشيات تحتفظ بها داخل المناطق السكنية نعتبرها حالياً خارج المعادلة، إلا إذا تم تحريكها فتُستهدف وتُدمر".
وحول الأسلحة المتوسطة والخفيفة أكد المتحدث باسم قوات التحالف، أن السلاح في اليمن موجود لدى الجميع، من مواطنين وقبائل وجيش وأمن، لافتاً إلى أنه خلال فترة السنوات العشر الماضية، كانت الميليشيات الحوثية ومن كان يقوم على تمويلها يقومون بتخزين كميات مهولة من هذه الأسلحة "الفردية والمتوسطة"، إضافة إلى إمكانية التصنيع محلياً، مثل قذائف الكاتيوشا، وهي عبارة عن أنابيب مياه، يتم تحويلها بتقنية بسيطة إلى قاذف لمقذوف.
وقال: إن عمليات التحالف تتم بشكل يومي، وبمجرد تحديد الهدف يتم استهدافه وتدميره، إضافة إلى العمل في العمق باستهداف مراكز القيادة والسيطرة، وكذلك ما تقوم به القوات البحرية من اعتراض محاولات تهريب شبه يومية من خلال موانئ البحر الأحمر أو بحر العرب، مبيناً أن هذا العمل يتطلب جهداً كبيراً استخباراتياً وعسكرياً، لافتاً إلى أن وتيرة هذه العمليات أصبحت قليلة، ولن تكون معدومة تماماً.
وأكد "عسيري" أن الحرب في اليمن مستمرة حتى يذعن الحوثيون للقرار الأممي 2216، ويجلسوا على طاولة المفاوضات مع الحكومة اليمنية، ويصلوا إلى حل سلمي ودائم للأزمة.
البكيري: ما يجري فشل للتحالف والحكومة
ورفض المحلل السياسي نبيل البكيري، في تصريح خاص لـ"شؤون خليجية"، القول بأن استمرار الحوثيين في القتال حتى الآن صمود، قائلًا: "ما يجري ليس صمودًا وإنما فشل للحكومة الشرعية والتحالف العربي في التواجد على الأرض، وانعدام أي رؤية للتحالف عّن ماذا بعد؟."
وأضاف "بكيري" أن انعدام الرؤيا جعل كل حروب التحالف ضرب طيران دون وجود قوة برية على الأرض تسيطر، وتسد الفراغ الأمني وتدير شؤون الناس، مضيفًا أن كل ذلك صنع فراغًا "يعاد ملئه بالميليشيات ومناصريها، وهي شبكة حكم نظام صالح الاجتماعية من مشايخ ورجال سلطته السابقة، التي صنعها على مدى ثلاثة عقود"
معونات المخلوع للحوثيين
وحول استمرار قوة ميليشيات الحوثيين واستمرارهم في القتال رغم ما تعرضوا له، أكد قائد الجبهة الغربية للمقاومة الشعبية في تعز، عبدو حمود الصغير، أن استمرار مد قوات المخلوع علي عبدالله صالح، للمتمردين الحوثيين بمزيد من المعونات العسكرية يعزز صمودهم أمام القوات الموالية للشرعية.
وقال "الصغير"، في تصريح لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، إن "ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح تعزز الإمدادات بشكل يومي ومتواصل في تعز"، لافتًا إلى أن "صالح" يستخدم اللواءين 27 و35، بما فيهما من العديد من آليات وأفراد لدعم الحوثيين.
واعتبر "الصغير" أن المعركة بين المقاومة الشعبية في تعز وبين ميليشيات الحوثيين وصالح غير متكافئة، معللًا ذلك بأن الميليشيات تقاتل بجيش وقوات دولة وميليشيات في آن واحد أمام إمكانيات المقاومة. وأكد أن عدم التكافؤ بين الطرفين يقف وراء تأخر الترتيبات العسكرية واللوجستية، لمدة 7 أشهر، فيما انهالت الإمدادات العسكرية المقدمة من التحالف إلى قوات المقاومة، مؤخرًا.
المصدر : شؤون خليجية
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها