شيخ سبعينيٌ وكفيفٌ ذهب للبحث عن نجله المختطف فسجنوه الحوثيون أيضاً بتهمة «تزكية الدواعش» (صورة)

لم يُدر بخلد الشيخ السبعيني والكفيف الذي يتوكأ على عصاه أنه سيبيت ليلته هذه - وربما ليالٍ طويلة - في زنازين جماعة الحوثيين، بعد أن اتجه هو ونجله للبحث عن نجله الآخر المختطف لدى الجماعة المسلحة.
هي دراما الجرح الإنساني الذي ينكأ جراح اليمنيين، ولا تنفك الجماعة التي بسطت سيطرتها على المدن اليمنية عن تسجيلها بشكل يومي ومكرر، غير عابئة في الأنين المتصاعد إثر إيغال مسلحيها في اضطهاد المدنيين.
وصل الكفيف الذي يخطب ويؤم الناس في مسجد بالقرب من مطار صنعاء ويدعى الوصابي إلى إحدى مقرات الحوثيين للبحث عن نجله الذي خُطف خلال الأيام الماضية، غير إنه وجد نفسه ونجله الآخر في المعتقل، كانت تهمته «بأنه يُزكي الدواعش».
بحسب مصادر مقربة من الشيخ، فإن مسلحي جماعة الحوثيين اتهموا الوصابي ونجله الآخر، بإعداد وتزكية مقاتلين معارضين للجماعة المسلحة، وإيفادهم إلى محافظة مارب (شرق العاصمة صنعاء).
وشن الحوثيون حملة مداهمات واسعة واختطافات بالجملة لمدنيين في أعقاب سيطرتهم على العاصمة صنعاء أواخر العام الماضي، وكان التهمة الجاهزة والمعدة سلفاً هي الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية المحظور عالمياً «داعش»، بعد أن كانوا يطلقون عليهم «التكفيريون».
وما يزال الحوثيون يحتجزون العشرات من معارضيهم (سياسيين وحقوقيين وصحفيين وطلاب وعمال) في أماكن مجهولة، وينادي ذوي المختطفين ومنظمات حقوقية جماعة الحوثيين المسلحة بالكشف عن مكان المختطفين، غير إن الجماعة ترفض ذلك.
ويتخوف أهالي المختطفين من معاملات غير إنسانية يتعرض لها ذويهم في أماكن الاختطاف على أيدي جلادي الجماعة، وسبق أن قال الصحفي محمود ياسين بأنه تعرض ورفاقه للضرب والتعذيب إبان اختطافهم في سجون الحوثيين في مدينة إب (وسط اليمن).
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها