هل يمهد تخلي"الحزام القبلي" بصنعاء عن الحوثي لتحرير العاصمة؟(تحليل)

قال محللون يمنيون أن انضمام العديد من قبائل صنعاء أو ما يسمى بـ(الحزام القبلي للعاصمة)، للشرعية، وتخليها عن تحالف الانقلاب، سيغير المعادلة، ويعزز جبهة المقاومة، وسيساعد على الإسراع في عملية تحرير العاصمة صنعاء من مليشيات الحوثي وصالح، مشيرين إلى أن الانضمام كان متوقعا، لأن الانقلاب الحوثي استهدف القبيلة ورموزها منذ أول أيامه.
وأعلنت عدد من القبائل اليمنية، الواقعة في محيط العاصمة صنعاء، انضمامها للشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، في ضربة رجح مراقبون بأنها ستعجل من تحرير العاصمة صنعاء، وستفقد تحالف الانقلاب (الحوثي – صالح) الأمل في مواصلة معركته، المحسومة سلفا لصالح الشرعية، بالتزامن مع تخلي رجال القبائل عنه.
وأكد رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني العميد محسن خصروف، أمس السبت، انضمام قبائل بني الحارث، وأرحب، وبني حشيش، شرق العاصمة، للشرعية وتخليها عن الانقلابيين، مشيرا إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة نجحت بتفوق في فتح البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وحررتها من المسلحين الحوثيين وقوات صالح.
ودعا خصروف عبر صفحته بمواقع التواصل "فيس بوك"، كبار قبائل بني مطر والحيمتين وهمدان وسنحان وبلاد الروس وآنس وعنس والحداء، وبقية القبائل في الطوق الثاني، لتحكيم العقل والضمير، واستدعاء وطنيتهم من جديد، لتطهير مناطقهم من مليشيات القتل واعلان التحاقهم بالشرعية ليكون لهم شرف المشاركة في استعادة الدولة.
وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي اليمني، حسين الصوفي، أن ما حدث موقف متوقع وغير مفاجئ، وأن تقوم القبيلة أو ما يسمى بالحزام القبلي حول العاصمة بمساندة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة، هذا دور وطني مشرف، وهو نموذج سيتكرر حتما لأن الانقلاب استهدف القبيلة ورموزها منذ أول أيامه.
وأضاف الصوفي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن الانقلابيين قاموا بتفجير بيوت المشايخ وسعوا لإهانة الوجهاء، تنفيذا لما أسماه بـ "القضاء على القوى التقليدية"، ويقصد بالقبيلة كجزء من التكوين الاجتماعي اليمني، وهذا يؤكد أن خطورة الانقلاب لم تكن في أنه انقلاب سياسي وعسكري فحسب، بل كان انقلابا سياديا واجتماعيا وجغرافيا بالغ الخطورة، وهذا ما يجعل القبيلة ورموزها أكثر حقدا على هذا المشروع التدميري، ووقوفا ببسالة في صفوف الشرعية لاستعادة المجتمع والدولة معا.
وتابع " منذ اللحظة الأولى كانت القبيلة حاضرة بقوة في تفاصيل تكوين المقاومة، وأبرز المواجهات كانت في محيط قبلي، أما صنعاء فهي تاريخيا تحررت من الاحتلال بمساندة القبيلة، حدث ذلك منذ فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وحدث أيضا في حصار السبعين، وانضمام القبيلة ومساندتها للشرعية ستغير من المعادلة وتعزز جبهة المقاومة وتبتلع الانقلاب وتكتب شهادة وفاته إلى الأبد".
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، أن المحيط القبلي لصنعاء، بدأ يتخلى عن مشروع المخلوع صالح والحوثي، والعقلاء في هذا الحزام سيدفعون باتجاه مساندة قوات الشرعية حتى لو لم يدخلوا طرفاً في الحرب، لاعتقادهم أن الرهان على انتصار الميلشيا في هذه الحرب، بات خاسراً في ظل الانكسار الحاد في المعادلة لصالح قوات الشرعية والمقاومة والتحالف.
وأضاف التميمي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن الحزام القبلي لصنعاء، حاضر في مكون الجيش والمقاومة التي تزحف حاليا باتجاه العاصمة، وهذا يعني أن مهمة استعادة صنعاء تحمل بصمات هذا المحيط القبلي وليست في معزل عن تطلعات جانب من هذا المكون الذي لم يكن متحمساً للانقلاب، بل وقف ضده ودفع ثمناً غالياً بسبب هذا الموقف، وأصبح مستهدفا بالملاحقة من جانب الانقلابين.
وتابع "لا تتحمس العشائر في الغالب للمعارك الخاسرة، مثل تلك التي يخوضها الانقلابيون في وجه الجيش الوطني والمقاومة، وبقاء الحوثيين بات مرفوضا من جانب معظم المحيط القبلي للعاصمة، الذي خسر خلال السنة الماضية الكثير من أبنائه في المغامرات الحربية للحوثيين، بل وبدأ زعماء العشائر يفقدون مكانتهم لحساب، الرؤوس الميلشياوية التي نصبها الحوثيون في القرى والمديريات".
ويرى مراقبون أن أهمية دور القبائل أصبح مضاعفا هذه الأيام، أكثر من أي وقت مضى، بعد تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى تخوم العاصمة صنعاء، والسيطرة على بوابتها الشرقية، ومواصلة التقدم نحو العاصمة، في ظل اعتزام التحالف العربي بقيادة السعودية حسم مسألة الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية للرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي ومؤسسات الدولة الشرعية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها