تداعيات عودة "الأحمر" للجيش اليمني على حسم معركة التحرير

أكد مراقبون ومحللون عسكريون أن إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تعيين اللواء الركن علي محسن الأحمر نائبا عاما للقائد الأعلى للقوات المسلحة يأتي كمؤشر قوي على اقتراب حسم معركة البلاد وإنهاء انقلاب ميليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح.
وكان الرئيس الرئيس عبد ربه منصور هادي قد أصدر قرارا جمهوريا مساء الاثنين قضى بتعيين اللواء الأحمر في المنصب بعد أن كان مستشاره لشؤون الدفاع والأمن؛ الأمر الذي يجعله الرجل الثاني في صناعة القرار العسكري بعد الرئيس.
وأوضح المحلل العسكري علي الذهب أن "القرار يعدّ مؤشرا قويا على تطور الموقف العسكري ودخوله أفقا آخر، لا سيما مع تدهور الوضع الأمني والعسكري في محافظات الجنوب، وتنامي دور القاعدة فيها، وتصلب موقف الحوثيين وصالح ورفضهما الحلول السلمية".
ولفت "الذهب" إلى أن قوة اللواء محسن ترتكز على قاعدة تنوع التكوين، يتداخل فيها الجيش والقبيلة، وهما أهم أدوات السلطة وأساس رسوخ دعائمها في اليمن، ولا يزال الرجل يحظى بالقوة إضافة إلى اتساع شعبيته، ويمثل للكثير من اليمنيين مخلصا من كابوس الانقلاب، رغم محاولة الحوثيين وصالح تحطيمه على مدى العام ونصف العام الماضية، بحسب موقع "الجزيرة نت"
من جانبه، اعتبر رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد في القرار استعدادا لإنهاء المعركة واستعادة العاصمة ودخول صعدة، ومحاولة من الرئيس هادي لتقليل كلفة الحسم العسكري واستقطاب العسكريين والقبليين من حول صالح.
وأضاف أن الخطوة قصد بها إنهاء حالة الفوضى في معسكرات الشرعية لانعدام القائد كون الرئيس مشغول بملفات سياسية ودبلوماسية والقائد العام وزير الدفاع معتقل.
من جانبه، أبدى رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب تفاؤله بتعيين اللواء محسن لقناعته ومعرفته بأنه على قدر التحدي ومؤمن بأهدافه ويعرف جيدا طبيعة المعركة.
وكان المجلس العسكري بمحافظة تعز اعتبر تعيين اللواء علي محسن مكسبا وطنيا كبيرا على طريق استكمال بناء القوات المسلحة، مبديا أمله في "أن تشكل هذه الخطوة منعطفا مهما على صعيد إنجاز عملية التحرير الشاملة واستكمال بناء القوات المسلحة وفق معايير وأسس مهنية تتجاوز إشكالات الولاء العائلي والمذهبي".
وطالب المجلس -في بيان له- "جميع أبناء الشعب إلى الوقوف خلف مؤسسته العسكرية والثقة بها لإنجاز استحقاقات التحرير الكامل للوطن من مليشيا البغي والعدوان والانقلاب".
وجاء قرار تعيين اللواء الأحمر في الوقت الذي تستعد فيه قوات الجيش الوطني والمقاومة لبدء المرحلة الثانية من المعركة مع الحوثيين وقوات صالح في مديرية نِهم (شرق العاصمة)، ثم التوجه بعدها لاستعادة منطقة نقيل بن غَيْلان الإستراتيجية بالمديرية، بحسب الناطق باسم مقاومة صنعاء عبد الله الشندقي.
جدير بالذكر انه يُنظر إلى الأحمر على أنه شخصية عسكرية تتمتع بخبرة كبيرة في القيادة والحروب، حيث شارك في حروب صعدة الست التي بدأت عام 2004 ضد الحوثيين من خلال موقعه قائدا للفرقة الأولى مدرع (سابقا) والمنطقة العسكرية الشمالية والغربية، ومع اندلاع ثورة 11 فبراير 2011 ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أعلن اللواء الأحمر انشقاقه عن نظامه في 21 مارس ودعمه الثورة وحمايته المتظاهرين في ساحة التغيير قرب جامعة صنعاء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها