أجواء "ايجابية" في مشاورات صنعاء على وقع تقدم حكومي

مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، يواصل في صنعاء لليوم الثاني مشاورات مع الحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق، وصفها ب"المهمة" في سياق تحضيرات اممية حاسمة لمحادثات السلام اليمنية.
الوسيط الدولي بدى متفائلا بالأجواء التي سادت اجتماعاته البعيدة عن وسائل الاعلام، في محاولة لتحديد موعد ومكان الجولة المقبلة من المحادثات الّتي تأمل الامم المتحدة في انعقادها خلال الأيام المقبلة.
وقال ولد الشيخ في منشور مقتضب اليوم الأحد على صفحته الشخصية "فيس بوك"، ان اجواء الاجتماعات كانت "إيجابية وبناءة".اضاف "التحضيرات جارية للدورة المقبلة من محادثات السلام".
مصادر مطلعة، قالت ان ولد الشيخ، اكد ضرورة وفاء الأطراف باجراءات بناء الثقة التي تشمل من جانب الحوثيين وحلفائهم، الافراج عن المعتقلين العسكريين والسياسيين، وفتح منافذ آمنة لدخول المساعدات إلى مدينة تعز وباقي المدن المتضررة من الصراع.
ويسعى ولد الشيخ احمد الى تحديد موعد ومكان المحادثات المرتقبة، وتجاوز بند بناء الثقة قبل الذهاب الى المشاورات الجديدة، التي يريد لها الانتقال الى القضايا الرئيسة المتعلقة بانسحاب المليشيات واحياء العملية السياسية المتوقفة منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014.
ويتمسك الحوثيون وحلفاؤهم بوقف الهجمات الجوية لقوات التحالف، كشرط للمشاركة في المحادثات المقبلة، وضمانات بانتقال الأطراف الى مشاورات أوسع حول مستقبل الحكم، وسد الفراغ الأمني والعسكري وفقا لخطة انتقالية مزمنة.
مصادر سياسية، قالت ان حلفاء صنعاء لم يبدوا اعتراضا على مكان المحادثات المقبلة، لكنهم يفضلون انعقادها في دول من خارج التحالف الذي تقوده السعودية، وعلى وجه الخصوص استبعاد الرياض، او ابوظبي، او المنامة، او الدوحة.
ومن بين الدول المرشحة لاستضافة المحادثات، الكويت، والاردن، لكن المقترح السابق بانعقادها في سويسرا ما يزال خيارا امميا في حال عدم توافق الاطراف.
وتميل الحكومة المعترف بها دوليا الى انعقاد المشاورات المباشرة في الكويت، بينما لا يمانع الحوثيون صراحة الذهاب الى الاردن، او المغرب.
وكان الوسيط الدولي بحث في الرياض، مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الترتيبات الاممية لجولة المشاورات المقبلة التي تتطلب من الجانب الحكومي اعلان هدنة انسانية جديدة بالتنسيق و قوات التحالف، تزامنا مع موعد المحادثات المرتقبة.
مصادر سياسية، قالت ان الرئيس هادي ابلغ ولد الشيخ احمد، عدم اعتراض حكومته على مكان وزمان انعقاد الجولة المقبلة من محادثات السلام "شريطة التزام الطرف الاخر بتعهداته المتعلقة بإجراءات بناء الثقة التي قطعها في الجولة الثانية من المحادثات، منتصف ديسمبر الماضي".
وانتهت جولة مشاورات بين الاطراف اليمنية المتحاربة، في سويسرا منتصف ديسمبر الماضي، الى ترحيل ملفات الصراع الرئيسة الى اجتماع جديد، كان مقررا في 14 يناير/كانون ثاني الماضي، غير ان تطورات عسكرية وعقبات لوجستية، حالت دون انعقاد المحادثات حتى الان.
الرئيس اليمني قال ان "كل الأبواب مفتوحة للتوصل إلى سلام شامل ودائم وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي"، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الحكومية.
وما يزال الوسيط الدولي، يواجه صعوبات في اقناع اطراف الصراع بالذهاب الى جولة محادثات جديدة، لكنه يأمل بانفراجة كبيرة في هذا الاتجاه على خلفية اتفاق التهدئة بين السعوديين والحوثيين في الجبهة الحدودية.
وتأمل الامم المتحدة من حيث المبدأ، انخراط اطراف النزاع في جولة محادثات نهاية الشهر الجاري، من اجل وقف دائم لاطلاق النار، واستئناف العملية السياسية المتوقفة في البلد العربي المضطرب الذي تمزقه الحرب منذ قرابة عام، لكن فرص التئام المشاورات في هذا الموعد، ماتزال مرهونة بتنازلات مشجعة من قبل اطراف النزاع اليمني.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها