تعرف على اول شرط يضعه الحوثيين في مفاوضات الكويت

استؤنفت مباحثات السلام اليمنية بين وفدي الحكومة والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الجمعة في الكويت تحت اشراف الامم المتحدة سعيا الى بدء عملية انهاء النزاع في البلاد، بعد جولة أولى بدأت الخميس وانتهت بعد ساعتين من عقدها.
وقالت مصادر مطلعة على النقاشات، إن المتمردين يرغبون برفع العقوبات المفروضة من مجلس الامن على عدد من زعمائهم لاسيما الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بينما تتمسك الحكومة والتحالف بتطبيق القرار 2216.
وتأمل الامم المتحدة ان تنهي هذه المفاوضات التي كان يفترض ان تبدأ الاثنين وتأخرت ثلاثة ايام قبل ان تستأنف اخيرا الخميس، القتال في مختلف انحاء اليمن الذي اسفر عن مقتل اكثر من 6800 شخص وتسبب بنزوح 2.8 مليون يمني منذ اذار/مارس 2015.
وقال احد المشاركين ان الوفدين اللذين يضم كل منهما سبعة اعضاء استأنفا محادثاتهما بعد ظهر الجمعة بحضور موفد الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ودعا ولد الشيخ أحمد الخميس عند استئناف المحادثات، وفدي الحكومة والمتمردين الى اقتناص هذه الفرصة معتبرا ان اليمن "اقرب الى السلام من اي وقت مضى".
وتوجه لأعضاء الوفدين بالقول "ادعوكم الى حضور الجلسات بحسن نية ومرونة من اجل التوصل الى حل سياسي ومخرج نهائي من الازمة"، معتبرا ان "الفشل خارج المعادلة".
اضاف "نحن اليوم اقرب الى السلام من اي وقت مضى"، الا ان "التوصل الى حل عملي وايجابي يتطلب تنازلات من مختلف الاطراف وسوف يعكس مدى التزامكم وسعيكم للتوصل الى اتفاق تفاهمي شامل"، لا سيما وان "الوضع الانساني في اليمن لا يحتمل الانتظار".
ووصل وفد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الى الكويت بعد ظهر الخميس.
وكان المتمردون قد عللوا عدم حضورهم من قبل بمواصلة قوات الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، ما قالوا انه خرق لوقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل ما يزيد عن 10 ايام، لكن تقارير اشارت الى زيف ادعاءات الحوثيين وأنهم من بادروا بخرق الهدنة.
وكان الوفد الممثل لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي هدد بالانسحاب من المحادثات في حال لم يحضر وفد المتمردين بحلول مساء الخميس.
وافتتح وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح لقاء الخميس بتأكيده ان المحادثات تشكل "فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أبناء الشعب اليمني".
وقد فشلت جهود سابقة برعاية الامم المتحدة في تحقيق اي تقدم وتم انتهاك وقف اطلاق النار الذي اعلن في ديسمبر/كانون الاول 2015 مرارا.
لكن موفد الامم المتحدة اكد ان الهدنة الاخيرة والمفاوضات تشكل الفرصة الوحيدة لوقف العنف.
وقال ولد الشيخ احمد "الخيار اليوم سيكون واحدا من اثنين لا ثالث لهما: وطن آمن ويضمن استقرار وحقوق كل ابنائه، او لا قدر الله بقايا ارض يموت ابناؤها كل يوم".
وتشكل بنود الحوار مدار تجاذب بين الطرفين. وقال الوسيط الاممي الخميس ان المباحثات تستند الى "النقاط الخمس النابعة من قرار مجلس الامن 2216" الصادر في 2015.
وينص القرار على انسحاب المتمردين من المدن وتسليم الاسلحة الثقيلة وانجاز ترتيبات امنية واعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي الداخلي وتشكيل لجان خاصة تعالج قضايا المخطوفين والموقوفين.
واضاف ولد الشيخ أحمد بأنه ستجري مناقشة النقاط "بشكل متواز في لجان عمل تدرس آليات تنفيذية بهدف التوصل إلى اتفاق واحد شامل يمهد لمسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
وفي حين افاد مصدر حكومي يمني بأن الرئيس هادي بعث الخميس برسالة الى الموفد الدولي رفض فيها اي شروط للمتمردين على اجندة الحوار، ربط الحوثيون مشاركتهم بأن "تكون اجندات الحوار واضحة وتلامس القضايا التي من شأنها الخروج بحلول سلمية تنهي الحالة القائمة"، ملوحين بالانسحاب في حال عدم تحقيق ذلك.
وفي ظل تباين المواقف وتواصل الخروقات التي يحمّل كل طرف المسؤولية عنها للآخر، حض مستشار للرئيس الاميركي باراك اوباما الذي زار السعودية الاربعاء والخميس، اطراف النزاع على المشاركة.
وقال بن رودس "نشجع الحوثيين والقوى الاخرى في اليمن على المشاركة بشكل بناء في هذا الحوار"، مضيفا ان "الاجتماع يعقد في لحظة واعدة ويمثل فرصة لحل النزاع".
ميدانيا، اشتدت المعارك ليل الخميس في ضواحي مدينة تعز جنوب غرب البلاد ومحافظة الجوف (شمال) بحسب مصادر عسكرية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها