توجه إماراتي لإعادة المخلوع صالح للسلطة

وكان ملفتا ما نقله قيادي بحزب المؤتمر الشعبي من تصريحات لنجل المخلوع أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري المنحل، والمقيم في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات، أكد فيها أنه ضد "العدوان" الذي تقوده السعودية، رغم أنه يقيم بإحدى دول التحالف العربي.
ويعتقد مراقبون بأن ثمة أجندة بدأ في تنفيذها المخلوع صالح لإعادة تأهيل حزبه والموالين له استعدادا لمرحلة ما بعد الحرب والتسوية السياسية المتوقعة، التي لن تتجاوز المؤتمر الشعبي العام، وربما يكون لنجله أحمد دور في مستقبل اليمن، عقب إنهاء الانقلاب الحوثي.
التميمي: الحرب ضد الحوثي واجهة لمعركة تديرها الإمارات ضد ثوار اليمن (الجزيرة)
توجه إماراتي
ويرى المحلل السياسي ياسين التميمي في حديث للجزيرة نت أن "ثمة توجها إماراتيا لاستدعاء حزب المؤتمر الشعبي العام للقيام بدور سياسي مهم خلال المرحلة المقبلة، وهو مؤشر على أن التحالف العربي أو ما بقي منه ربما يتجه إلى تسوية مشوهة لأزمة اليمن، قد تنهي دور التحالف بنتائج تشبه تلك التي رأيناها في مصر".
ورأى التميمي أن "التحالف العربي، وبدور فاعل من الإمارات، بات يعمل من خارج المرجعيات الثلاث للحل، وهي قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، ولم يعد يكترث لتضحيات اليمنيين، وغير معني بإعادة اليمنيين إلى خط الانتقال السياسي والدولة الاتحادية".
وأكد أن ثمة مؤشرات على إعادة توجيه مسار المعركة باليمن ضد جماعة الحوثيين، وهو الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المخلوع صالح لكي يعود إلى واجهة السلطة مجددا، حسب تعبيره.
ويعتقد التميمي بأن الأخطر هو أن المعركة ضد الحوثيين، أو على الأقل تحييدهم، ليست سوى واجهة للمعركة التي تديرها الإمارات وتستهدف قوى الثورة اليمنية، وفي المقدمة منهم حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يعدّونه تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن.
رسائل للخارج
من جانبه، رأى الصحفي صالح الصريمي أن المؤتمر الشعبي العام -جناح المخلوع صالح- يريد إثبات وجوده بالمشهد السياسي من خلال الأمسيات الرمضانية، وهي رسائل موجهة للحوثيين.
وقال الصريمي إن الرسالة الأهم هي للخارج، ومفادها أن حزب المخلوع لا يزال قادرا على لملمة صفوفه، وبالتالي يجب أن يتم التفاهم معه وليس مع الحوثيين، "الذين وقعوا في شراك المخلوع الذي يخوض المعارك ويسفك الدماء بقواته العسكرية، وبالشراكة مع الحوثيين، لكنه يرمي بتبعات الانقلاب والحرب على الحوثيين".
ورأى أن ارتباط الحوثيين بإيران سيقضي على أي مستقبل سياسي للجماعة، وتستبعد من أي تسوية قادمة، وفي أقل الأحوال يتم تهميشها، وقد يتم القضاء على مشروعها بعملية عسكرية داخل صنعاء، وربما يكون لتيار المخلوع في المؤتمر الشعبي دور في ذلك.
واستبعد الصريمي أي دور محتمل لنجل الرئيس المخلوع في المستقبل القريب في المشهد اليمني، ولو عبر حزب والده المؤتمر الشعبي، وإن كان ثمة توجه إماراتي لتقديمه بديلا عن الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وفي ما يتعلق بخطط الإطاحة بالرئيس هادي، قال إن الخطط باتت علنية منذ الانقلاب على الشرعية، وهي مدعومة من بعض الأطراف الدولية، "لكن لا أعتقد بأنها ستنجح لأن هذا ليس في صالح السعودية، التي فقدت الثقة في الرئيس المخلوع ونجله بعد تمكينهم لمليشيا الحوثي ومشاركتهم في الحرب ضد المملكة".
المصدر : الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها