مبادرة "انقذوا اطفال الازارق" تستهدف أكثرمن 175 حالة إنسانية ومرضية في 30 قرية نائية بالمديرية

رحلة العمر رغم المشقة !!
في رحلة شاقة تخطت سهول وقرى الأزارق إلى جبالها الشاهقة و المرتفعة وعبر طرق جبلية فرعية مرورا بعاصمة المديرية "ذي جلال" ثم بلاد المحرابي وعباب وصوﻻ إلى جبال مشورة وبراط وقصابة المقسمة للمديرية إلى نصفين متساويين تقريبا ومن ثم نزولا بإتجاه سلسلة جبلية شاهقة غربا حيث سلكنا طرقا ترابية منحوتة وسط هذه السلاسل الملتوية والتي ربما يضيع فيها الذكي والبليد وقلما يشعر الإنسان بسلامة الوصول لاسيما وهذه الطرق اللولبية شبه صالحة للمرور بعد هطول الأمطار في ظل عدم وجود تصريف لهذه السيول الجبلية الأمر الذي زاد من وعورتها بشكل مخيف جدا..
كانت رحلتنا إنسانية برفقة الزميل الصحفي والناشط الخيري والإنساني صاحب مبادرة أنقذوا أطفال الأزارق الرائع بسام القاضي والدكتور الشاب النبيل ماجد عواس والناشط مختار عبادل وسائق المركبة "السيارة" عميدالقاضي ولأن الوجهة كانت مناطق شان أقصى المديرية من جهة الغرب الحدودية مع مديرية المسيمير والملاح التابعتين لمحافظة لحج لنحط رحالنا بأول قرية صغيرة معزولة عن محيطها الجغرافي "تنخر" حيث تربض هذه القرية أسفل جبال شاهقة لها طريق فرعية واحدة طويلة باتجاه المسيمير غربا يقطنها العشرات من الفقراء والمعوزين حل بهم المرض والجهل وسط إهمال كبير من السلطات المتعاقبة والمنظمات الإنسانية العاملة.
البداية كانت من اول قرية بمنطقة شان الرابضة أسفل جبال شاهقة تحتضنها من مختلف الجهات حيث استهدفت حملة "أنقذوا أطفال الازارق " اول حالتين مصابتين بأمراض مستعصية بمبالغ مالية قدمها فاعلوا خيرعبر الناشط بسام القاضي ثم استمر السير إلى اخر قرية على المثلث الفاصل بين مديرية الازارق ومديرية المسيمير ومنه يتفرع وادي تبن الشهير فكان أن يمم الفريق نحو باقي قرى بلاد الأحمدي من أسفل شان إلى تورصة ومن هناك واصل الفريق تسليم المساعدات عل طول المناطق المستهدفة بحسب ماجاد به فاعلي الخير لقرى حورة غنية وطبقن وجبل عواس والحقل على امل أن تضاف مراحل قادمة لتغطية باقي الحالات والتي ربما تصل لمئات الحالات نظرا لكثافة السكان و التباعد السكني والجغرافي وانخفاض نسبة دخل الفرد إضافة للأمراض المنشرة بشكل كبير جدا.
التضحية والإصرار ..!
مشرف مبادرة "انقذوا اطفال الازارق" بسام القاضي قال أن المبادرة بدأت ذاتية وبتعاون الجميع وصلت لمرحلة نجاح لم نكن نتوقعها وبمساعدة الدكتور ماجد عواس منسق المبادرة في المديرية استهدفنا كثير من المحتاجين والمرضى لاكثر من 175حالة مرضية في هذه المرحلة والتي ليست بالأخيرة في اكثر المناطق النائية فقرا وضررا من انتشار الامراض وسوء التغذية .
واوضح القاضي انهم ولمدة ثلاثة ايام قضاها فريق مبادرتنا في بلاد الاحمدي زرنا فيها أكثر من 30 قرية حيث كانت البداية من قرى مناطق بلاد الأحمدي من قرى شان وسماخة وحلحال جنوب غرب مديرية الازارق الى تورصة غربا والرونة والمعفادة والخليف وماجاورها من قرى والرباط وحورة غنية وقرى جبل عواس والحقل مشيرا الى ان هذه المساحات الشاسعة والقرى المتناثرة تمثل أكثر ثلث مساحة المديرية.
بدوره منسق المبادرة الدكتور ماجد عواس اوضح أن قرى شان وسماخة استهدفت فيها27حالة وهناك 47حالة لقرى تورصة وماجاورها الى حورة غنية وتفاوتت بقية العزل والقرى مابين 20 حالة الى 40حالة انسانية وفي منطقة الحقل 16 حالة انسانية ومرضية وكان مسك الختام قرى جبل عواس 47حالة انسانية اضافة لحالات في المعزبة ومرضى نازحين في الضالع من مناطق وقرى الازارق .
واضاف خطتنا كانت تستهدف بحدود من 120 الى 150 حالة مرضية و انسانية وسوء تغذية بجميع مراكز وقرى وعزل ومناطق بلاد الاحمدي بميزانية تفوق 5 مليون ريال وبفضل الله ونظرا لحالات طارئة واجهت الحملة واستجابة فاعلي الخير استهدفنا اكثر من 175حالة انسانية ومرضية ..
التحول للعمل المؤسسي..!
مبادرة انقذوا اطفال الازارق ورغم الواقع الصعب والتباعد الجغرافي والعثرات التي تواجه فريق المبادرة الا انها استطاعت تدشين عملها الانساني بكل نجاح واستطاعت ايضا التحول للعمل المؤسسي الناجح بدء بالرصد والتوثيق والتواصل بفريق ناجح وملم ومضحي في سبيل هذا العمل الخيري الذي ينتظره الجميع للتغلب على حالة التقوقع وسط كوم من العمل الاغاثي العشوائي منذ زمن طويل .
وطالب فريق مبادرة انقذوا اطفال الازارق الجهات المختصة والمنظمات الانسانية بالاستجابة لمثل هذه الحالات الانسانية ومكافحة كل الاسباب المؤدية للفقر وسوء التغذية والوصول لهذه المناطق الجبلية النائية التي حرمت من التعليم والصحة والدواء والغذاء والطريق وصارت قرى معزولة عن العالم ولم تصلها المشاريع التنموية والتعليمية كغيرهم من المناطق الاخرى.
#انقذوا_اطفال_الازارق
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها