"اشهار الائتلاف الوطني الجنوبي" .. انتصارا كبيرا للساحة الجنوبية

بدأ الائتلاف الوطني الجنوبي الذي خرج من رحم النضال السلمي أول خطواته الناجحة بلمّ الشمل الجنوبي بمختلف مشاربه الفكرية وتوجهاته السياسية منذ 67م إلى اليوم، وهو الأمر الذي اعطى الجنوبيون بمختلف توجهاتهم الحزبية ومكوناتهم الاجتماعية والثقافية والاكاديمية والشبابية في مختلف المحافظات الجنوبية تفاعل إيجابي منقطع النظير.

ويعتبر اشهار الائتلاف انتصارا كبيرا وخطوة جادة لتصحيح مفهوم العمل السياسي الوطني، الذي يقوم على الشراكة والتمثيل النسبي للجنوب، وفقا للواقع الجغرافي والتعدد السياسي والتنوع الفكري مستوعبًا للتنوع السياسي قبل الثورة وما طرأ على الخارطة الجنوبية من تغيير في العهود التي تلتها، وهذا الأساس الذي يُعدُّ مدخلًا لحل الخلاف الجنوبي أولًا وأساسًا لحل القضية الجنوبية حلًا عادلًا.

ويسعى الائتلاف الوطني الجنوبي لتأجيل البت في الكثير من القضايا المهمة لحين استقرار الأوضاع في اليمن وتهدئة الخلافات والاضطرابات الداخلية والخارجية، مؤكدا دعمه شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ومشروع الدولة الاتحادية، وإيجاد حل للقضايا العالقة في اليمن وفي مقدمتها القضية الجنوبية.

ويرى سياسيون جنوبيون الائتلاف الوطني الجنوبي مشروع ناضج لبث روح التعايش إيمانًا منه بأن التعايش بين أفراد المجتمع ونخبه ومكوناته السياسية والاجتماعية والفكرية، هو أساس استقرار أي مجتمع، فهناك شعوب تجاوز تعداها السكاني المليار، استطاعت أن تتجاوز التباين بين ألوانها وأديانها وأعراقها حين تألفت مع بعضها فأقامت العدل وحققت المساواة، وعاش الإنسان في كنفها محفوظ الحقوق مصان الكرامة.

معتبرين الائتلاف "جسر عبور نحو الغد الأفضل، فهو خرج وانبثق من رحم معاناة الشعب الجنوبي ومن عمق الأزمة، راسما خط أمل وانفراجه جديدة بعد ركود مسار القضية الجنوبية فأحيا فيها روح الأمل بوضع الخطط والبرامج للحل  وراب الصدع وتحقيق طموحات أبناء الجنوب الذين عانوا طويلا".

وقالوا أنه "إضافة نوعية إلى المشهد الجنوبي، ويمتاز عن غيره من المكونات الأخرى أنه إطار سياسي جامع لممثلي كل الأحزاب في الجنوب دون استثناء لأي حزب وايضا ممثلي منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية، ومنهجه السياسي هو لغة الحوار مع كل المكونات السياسية الأخرى بهدف الوصول إلى قواسم مشتركة بمعايرها الواقعية والمرنة والقابلة للتطبيق لحل القضية الجنوبية العادلة".

مؤكدين بأنه "فكرة جادة لاختراق جدار الجمود السياسي والتخشب الفكري والتخندق المناطقي والارتقاء بالعمل السياسي وفقًا لشراكة حقيقية تحت مظلة وطنية جامعة تجمع ولا تفرق تبني ولا تهدم وفقًا لقاعدة الوطن للجميع".

ويقول الناشط الجنوبي علي هيثم الميسري، أن الائتلاف الوطني الجنوبي طيف واسع من التكوينات السياسية المنطلقة من منطلقات الشراكة ومد جسور التواصل والتلاقي مع كافة التكوينات السياسية الجنوبية التي تعمل على الساحة، من أجل بناء الدولة، ووضع اللبنات الأولى لحل القضية الجنوبية، بما يحقق آمال وتطلعات شعب الجنوب.

فيما الناطق الرسمي للمقاومة الجنوبية عدنان السيد، يقول أن الائتلاف الوطني الجنوبي ناتج جمع لقوى الحراك والمقاومة الجنوبية والأحزاب المؤمنة بالتعايش مع بعضها وهذا موقفها الذي لا يتزحزح بالنسبة للائتلاف والتي تنظر إليه كمخرج من كل هذا العبث الذي يريد البعض أن يستمر فيه الى ما لا نهاية، خدمة لأهدافه الشخصية لا الوطنية.

فيما تحدث عضو الائتلاف الوطني الجنوبي محمد بالفخر بالقول؛ "من قبل اكثر من نصف قرن والبلد تعاني وتدفع ضريبة تهورات المراهقين سياسيا وهم الذين تصدروا المشهد السياسي في لحظات تراخي من قبل اصحاب العقول الراجحة في المجتمع، وطالت فترة المراهقة حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي نعيشها الآن والتي تبعثرت فيها كل أساسيات القيم النبيلة وضربت كل الثوابت من جذورها ونسفت حتى شعارات المراهقين القدامى امام انظار من بلغوا من العمر عتيا والتي كانت تتصدر العناوين فأصبح المحتل شريكا وابن الوطن خائنا والذي يحمل هم الوطن عميلا ومن كان يرفضهم جملة وتفصيلا اصبح القيادي ورمز الوطنية الذي لا يشق له غبار".

لافتا إلى "اختلاط الحابل بالنابل في كل مكان، وأصبح احتكار الوطن والوطنية من خلال فيئة بذاتها هو شعار المرحلة، ولهذا تداعى العقلاء وذوي الرأي من شخصيات المجتمع الاعتبارية ومن الرموز الوطنية والأحزاب والمكونات السياسية بمختلف تنوعاتها إلى الوقوف أمام هذا الوضع المعاش فقرروا أن يكون لهم وقفة وطنية تاريخية تساهم في اعادة الوطن إلى مساره الطبيعي وتعمل على النهوض به سياسيا وفكريا وتنمويا ليكون شامة وعلامة مميزة بين شعوب المعمورة دون إقصاء لأحد ودون تهميش أو بخس لأي توجه احتراما للتنوع الثقافي والمجتمعي بعيدا عن شطط القبيلة والمناطقية والجهوية، فأبرز هذا التداعي عن فكرة الائيتلاف الوطني الجنوبي الذي جعل جعل خدمة الوطن والمواطن أبرز مقومات وجوده وتكوينه".

وكان الائتلاف الوطني الجنوبي قد اختتم أعمال دورته الأولى يوم أمس السبت الموافق 27/4/2019 بالعاصمة المؤقتة عدن، وأستكمل جدول أعماله الذي تم فيه نقاش الرؤية السياسية والحقوقية واللائحة الداخلية بحضور الأعضاء المؤسسين وتوج أعمال دورته بانتخاب أعضاء رئاسة الائتلاف البالغ عددهم 23 عضواً.

وأعلن في 30 إبريل الماضي ولادة الائتلاف الوطني الجنوبي، وتم التوقيع على وثيقة التأسيس من قبل قيادات ثلاثة عشر مكونا جنوبيا، كمان أعلن عن تشكيل هيئة تأسيسية له مكونه من 65 شخصا يمثلون جميع مكوناته وتختص بتنظيم لائحته الداخلية وتشكيل أطره القيادية والتنظيمية.