عدن تودّع الدكتور حامد الشعبي، وجهها النقي وصوتها الإنساني
عدن بوست - عدن : الخميس 22 مايو 2025 06:23 صباحاً

صباح الأحد الماضي 18 مايو، لم يسمع سكان مديرية دار سعد في العاصمة المؤقتة عدن صوت الدكتور حامد الشعيبي، هكذا ينادونه، وما لبث الخبر أن نزل عليهم كالصاعقة برحيله المفاجئ.
رحل حامد الشعيبي، الطبيب، والداعية، والسياسي، والإنسان، وافته المنية إثر ذبحة صدرية مفاجئة.
كان الأهالي من أبناء الأحياء الفقيرة، يعرفون موعد زيارات الدكتور حامد فؤاد الشعبي دون الحاجة إلى إعلان، لم تحجزه عيادته الخاصة عن الناس، بل اختار أن يكون قريبًا منهم.
يتنقل لعلاجهم ويشارك في القوافل الصحية التطوعية، مؤمنًا بأن مهنته رسالة انسانية، فقد كان يعمل على رفع معاناتهم، ومصدرا لمنحهم السعادة.
لقد ودّعت عدن أحد أنبل أبنائها، فقد كان الدكتور الشعيبي أحد مؤسسي حزب التجمع اليمني للإصلاح في المدينة، وصوتًا كان حاضرًا في السياسة والدعوة والطب.
بحسب سكان في مدينة عدن فإن الشعيبي لم يتوقف يومًا عن الوقوف إلى جانبهم، مهما كان الثمن، خاصة في السنوات الأخيرة التي ساءت فيها أوضاع الناس بشكل كبير جدا بسبب الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي في سبتمبر 2014.
*مسيرة نضال*
في سن مبكرة، دفع حامد الشعبي ثمن التزامه الدعوي غاليًا، حين اعتقله النظام الحزبي حينها وهو لا يزال طالبًا في الثانوية.
لم تكسر الزنزانة روحه، بل أكدت عزيمته، إذ اجتاز امتحانات الثانوية من داخل السجن، وحقق مركزًا متقدمًا بين أوائل الجمهورية، لكن النظام حرمه أيضاً من منحة دراسية مستحقة، فقط بسبب توجهه السياسي.
بعد خروجه من السجن، واصل تعليمه بشغف، حتى تخرّج طبيبًا، مؤمن بمبدأ أن الطبيب يُقاس بما يمنح لا بما يملك.
*مؤسس حزب الإصلاح*
كان الدكتور حامد من أوائل روّاد العمل الإسلامي في مدينة عدن وتحديدًا في مديرية دار سعد، قبل الوحدة وبعدها، ودفع ثمن التزامه مبكرا، حين اعتقله النظام آنذاك وهو في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية.
وبعد إعادة الوحدة بين شطري الوطن، كان الدكتور حامد فؤاد من أوائل من أسسوا حزب التجمع اليمني للإصلاح بمدينة عدن.
يقول أحد أصدقاؤه إن الدكتور كان قامة علمية وسياسة واجتماعية ودعوية، تميز بتفوقه العلمي سواء في الثانوية او في الجامعة في كلية الطب.
وأضاف في حديثه لـ "الصحوة نت" أن الراحل تميز بنشاطه سواء في الدراسة والدعوة والسياسة والنشاط الاجتماعي في خدمة المجتمع، مشيرا إلى علاقاته الواسعة مع طيف من الشخصيات والوجاهات من مختلف الاتجاهات.
*أبرز المناصب*
كان أحد الشخصيات القيادية لحزب الإصلاح بمدينة عدن، وعضوًا في مجلس شورى الإصلاح، كما شغل عضوية المجلس المحلي لمحافظة عدن بين عامي 2001 و2006، كما ترشح لعضوية البرلمان عن مديرية دار سعد لكن لم يحالفه الحظ.
عرفه أبناء عدن سياسيا نزيهًا، صريحًا، لا يعرف المساومة، ولا يتراجع عن قول الحقيقة، كما أنه لم يسعَ لمنصب، بل سعى ليكون صوت الناس، وكان كذلك.
كما شغل منصب نائبا لمأمور مديرية الشعب والتي كانت حينها أكبر مديريات عدن الثلاث وتضم أربعا من مديريات محافظة عدن (حاليا)، ونظرا لخدماته فقد كُلف في انجاز مهام في أكثر من إدارة.
عانى الشعيبي من التطفيش التهميش وحُرم كثير من الحقوق وعانى كثيرا، لكن ذلك لم يقعده عن أداء عمله وخدمة أبناء مدينته، إضافة إلى مناصب إدارية في المستشفيات.
*وداع موجع*
حزنٌ عميق عمّ مدينة عدن مع رحيله، زملاؤه وطلابه ورفاق دربه نعوه بكلمات تختصر رجلًا لا يتكرر: ثابت، متواضع، مخلص.
أما حزب الإصلاح، فقد وصفه بأنه "أحد رجالاته المخلصين"، مضيفًا أن "رحيله خسارة للعمل السياسي والدعوي والصحي في اليمن عمومًا".
قدم الحزب تعازيه لأسرته وكل محبيه، مؤكدًا أن بصماته ستظل حاضرة في كل حيّ عرفه، وكل قلب أحبه، وكل مريض شفي على يديه.
وبرحيل الدكتور حامد فؤاد الشعبي، طُويت صفحة مشرقة من صفحات العطاء الوطني والمهني والدعوي، لكنه ترك إرثًا من المواقف وسيرة يتداولها الأوفياء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها