رشيد والديني والعيسي وعبد الرحيم.. أبرز الأسماء المتورطة بجنوح الناقلة (شامبيون1)

أثار جنوح الناقلة البحرية (شامبيون1) قبالة سواحل مدينة المكلا مطلع شهر رمضان جدلاً واسعاً واستياءً شعبياً عارماً وتراشق إعلامي واتهامات متبادلة.

وجاء جنوح الباخرة النفطية (شامبيون1) التي تحمل ما يقارب تحمل 4777 طن من مادة المازوت قادمة من عدن إلى ميناء المكلا، بسبب الأمواج العاتية التي تشهدها المكلا نتيجة رياح "الشمال" إذ بلغ ارتفاع الموجه إلى ستة أمتار على الأقل لأول مرة بعد تعرض جنوب بحر المكلا لعدة هزات أرضية بحسب إفادة مسئول محلى فى هيئة الارصاد، مما أدى إلى تعطل فني في دفة القيادة على بعد عدة كيلومترات من ميناء المكلا وبقيت تصارع الأمواج حتى ابتعدت عن الميناء لتتوقف في ساحل (المشراف).
وتسربت مادة المازوت من الباخرة التي أدت إلى تعكير مياه البحر وانبعثت منها رائحة كريهة تنذر بكارثة بيئة وإنسانية خطيرة قد تؤدي إلى حالات من الوفاة أو الإصابة بأمراض خبيثة كونها عبارة عن مواد سامة اختلطت بماء البحر.
أستطاع خبراء شفط ما يقارب (800) طن و نقلها إلى خزانات شركة النفط اليمنية ومحطة الكهرباء، ليتوقف العمال عن مواصلة عملية الشفط بسبب إطلاق النار عليهم من قبل مجهولين بحسب تصريح مدير عام مديرية المكلا سالم صالح عبدالحق والذي قام على اثر تلك الهجمة بتقديم استقالته.


اتهامات متبادلة:

نقلت وسائل إعلامية مختلفة بأن الناقلة تابعة لشركة موانئ البحر الأحمر التابعة لرجل الأعمال أحمد العيسي فيما نقلت وسائل أخرى بأنها تتبع رجل الأعمال توفيق عبد الرحيم.

وبحسب تصريح لوزير النقل الدكتور واعد باذيب على صفحته على (الفيس بوك) حيث قال: أن السفينة (شامبيون1) غير مرخص لها بشهادة ترخيص ملاحي من الهيئة العامة للشئون البحرية وهناك محضر مع وزارة النفط بذلك ، والترخيص بنقل النفط من المصافي إلى الموانئ ليس من مهمة وزارة النقل.
وأكد باذيب في منشور آخر على صفحته في موقع التواصل الأجتماعي قائلا : بأن السفينة (شامبيون1) مستأجرة من قبل شركة مصافي عدن لنقل النفط من المصفاة إلى الموانئ اليمنية، ومالكها رجل الأعمال أحمد العيسي.



وقال المستشار الإعلامي لمحافظ حضرموت علي الصيعري في تصريح صحفي له جاء فيه: أنه وبعد إجراء عمليات بحث واستقراء أكتشف أن الباخرة تعود ملكيتها في الباطن لرجل الأعمال توفيق عبد الرحيم، وليست للعيسي مثلما نشرت وسائل الإعلام.

مضيفاً: أن توفيق هو من أمر بتعبئة الناقلة المنكوبة والتوجه بها إلى مدينة المكلا رغم معرفته بعدم جاهزيتها للرحلة.

واختتم المستشار الإعلامي تصريحه بقوله: أن موانئ عدن كانت قد رفضت تنفيذ هذه العملية في بدايته الأمر لمعرفتها بعدم جاهزية الناقلة والتي كادت أن تخلق أزمة في ميناء المكلا قبل سنوات قليلة، غير أنه وبحسب ما أشار إليه المستشار الصيعري فإن رجل الأعمال توفيق عبد الرحيم استعان بمحافظ محافظة عدن السيد/ وحيد رشيد من أجل الحصول منه على توجيهات صارمة لموانئ عدن من أجل تنفيذ رغبته، وهو ما حصل فعلاً.
ليرد على تصريحات المستشار الإعلامي لمحافظة حضرموت كل من المستشار الإعلامي لمحافظ عدن أبو بكر الجبولي والمكتب الإعلامي لرجل الأعمال توفيق عبد الرحيم.

حيث جاء في رد المستشار الإعلامي لمحافظ عدن أبو بكر الجبولي وصفه لتصريحات الصيعري بأنها اتهامات تكشف عن حالة من عدم الاتزان حيث قال: الاتهامات التي جاء بها المستشار الإعلامي لمحافظ حضرموت والتي طالت محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد بأنها كشفت عن حالة من عدم الاتزان يعيشها المذكور أفقدته التمييز بين عدن وحضرموت ليدس انفه فيما لا يخصه منشغلا بتأويلات وتحليل يثير الغثيان في لغة سمجة لا تصدر الا من اولاد الشوارع وليست من مسئول كان المفترض منه الحرص على دقة المعلومات وعدم الانخراط في تلك الأكاذيب.

و أضاف الجبولي: مما يثير الشفقة على المذكور اختتامه ما أورد من فبركات بدعوات واتهامات تكشف عن الغرض الدنيء والتوقيت لبث مثل هذا الافك , وعليه فإننا في مكتب محافظ محافظة عدن نرفض بشدة كل ما ورد من افتراءات ولا يمكن نعتها إلا بسذاجة لا تحتمل مؤكدين احتفاظنا بحقنا في الرد على المذكور وفقا للأطر الرسمية والقانونية ولن ننجر ابدا لمجاراة السفهاء فلدينا من المهام الجسام ما يشغلنا عن رخص دسائسهم .

ونفى مصدر مسئول في المكتب الإعلامي الخاص برجل الأعمال توفيق عبدالرحيم في بلاغ صحفي له امتلاكه بواخر للنقل البحري أطلاقا موضحا انه طيلة عملهم التجاري الذي يصل قرابة نحو (30 ) عاما لم يتعاقدوا مع سفن بحرية مطلقا.

مبديا استغرابه إقحام أسم عبد الرحيم توفيق في أخبار تداعيات جنوح الباخرة (شامبيون1) الجانحة في مدينة المكلا منذ بداية شهر رمضان الكريم .

موضحاً: انه لا صلة لنا بالباخرة المذكورة ولا بما تحمله من مشتقات نفطية على الأطلاق داعيا وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية إلى تحري الصدق وتوخي الدقة قبل النشر توخيا من الإساءة للآخرين بقصد أو بدون قصدا لإدراكنا بأن هناك من لا يوضع وزنا لأمانة الكلمة والتعمد في نشر الأكاذيب دون وجل .

مصدر حكومي:
وأكد مصدر مسئول في رئاسة الوزراء: أن حكومة الوفاق الوطني تولي اهتماما بالغا وتتابع أولا بأول كل الجهود المبذولة لاحتواء الآثار البيئية والصحية الناجمة عن حادثة جنوح الباخرة (شامبيون1) قبالة سواحل المكلا بحضرموت وتسرب كميات من مادة المازوت.
وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): أن رئيس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة وجه منذ اليوم الأول لجنوح السفينة وزارتا الداخلية والنقل باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها احتواء عملية تسرب المازوت إلى البحر، فضلاً عن التحفظ على طاقم السفينة والتحقيق حول ملابسات الحادثة ..
وأشار إلى متابعة رئيس الوزراء الدائمة للتطورات المتعلقة بتسرب المازوت إلى البحر وجهود فريق العمل للحيلولة دون تفاقم الأضرار البيئية الناجمة عن التسرب.
وجدد المصدر تأكيده بأن الحكومة لن تدخر جهداً لعمل كل ما يلزم لاحتواء تسرب مادة المازوت سواء من خلال الإمكانات المحلية او طلب عون الأشقاء والأصدقاء إذا ما اقتضت الضرورة .

استياء شعبي وتنديد سياسي:
أدى جنوح الباخرة شامبيون1 إلى قيام العديد من أبناء مدينة المكلا وأطياف مختلفة من المجتمع الحضرمي بعدة وقفات ومظاهرات احتجاجية للتعبير عن احتجاجهم على التعاطي السلبي والمتراخي مع الكارثة، من قبل السلطات، وما تمارسه من تعتيم إعلامي رسمي عليها.
وأصدرت الأحزاب السياسية والمكونات الثورية ومجلس الحراك السلمي ومنظمات المجتمع المدني في محافظة حضرموت بيانات منددة وبلاغات صحفية ترفض فيه تساهل السلطة المحلية متمثلة بالمحافظ خالد الديني وكذا حكومة الوفاق في التعامل مع مثل هذه الكارثة البيئة التي تهدد أبناء المكلا خاصة وحضرموت عامة.
مشددين على ضرورة التعامل الجاد من قبل الجهات المسئولة واتخاذ الإجراءات اللازمة في التعاطي مع هذه القضية وأن يكونوا عند مستوى الكارثة.